|


أحمد المطرودي
التجربة الهلالية
2011-05-24
الإنسان السوي الباحث عن تطوير ذاته هو من يفرح لبروز الآخرين وتطورهم ليستفيد منهم ويأخذ من تجاربهم فيضيفها إلى ما يملكه من مميزات ويحقق أفضل النجاحات ولهذا تجد أن الأسوياء دائماً ما يحتفلون حينما يكتشفون المواهب والمهارات التي لدى أقرانهم لأن بروز وتطور الآخرين لا ينقص من قيمتهم إذا تم التعامل مع هذا البروز بشكل صحي تماماً كما يحدث في الدول المتطورة والتي تستقطب المواهب والقدرات من جميع أنحاء العالم وتمنحها حقها من المال والمكانة والشهرة والأرضية المناسبة للعمل والتطوير، أما الأشخاص المصابين بعقدة النقص فيحولون إعجابهم بالآخرين إلى إسقاطات مرضية تعتمد على الحقد والكراهية والحسد مستخدمين أساليب واهية للتقليل من حجم وإنجازات الغير وحالتهم المرضية توهمهم بالارتياح حينما يمارسون السب والشتم بحق البارزين والمتفوقين وكأن ما يقولونه من أكاذيب وافتراءات بحق الناجحين هو الحقيقة التي على الناس تصديقها، فالهلال الذي حقق عشرات البطولات وضرب المثل في استقراره وترابط أبنائه وكان نموذجاً رائعاً لمواجهة الأزمات والخروج منها إلى ساحة البطولات وجماهيره تضرب الرقم القياسي بعدد الحضور، هذا الفريق العريق البطل لم يعجبهم وهو يحصد كل شيء وتسابقوا للنيل منه والتقليل من إنجازاته واجتهدوا في البحث والتنقيب عن إيجاد المبررات لتفوقه وأضاعوا الكثير من الوقت والجهد في سبيل إقناع الناس بعدم أحقيته بالبطولات التي يحصل عليها إلا من خلال مساعدات وعوامل خارجية وكذبوا الكذبة وصدقوها وصدقها السذج الذين رددوا الأسطوانة المشروخة التي تزيدهم تعباً وتمنح الهلال القوة والتماسك وآخر ما توصل إليه هؤلاء بعد تحقيق الهلال للبطولة أن برروا ذلك بضعف الدوري فإذا كان الدوري ضعيفاً لماذا لم تحصل عليه الفرق الأخرى والتي تجاوزها الهلال بفارق كبير ولو كان قوياً هل سيحصل عليه غير الهلال ولا تستبعد أن يقولوا إننا لا نريد الدوري لأنه ضعيف وسننتظر حتى يقوى مستواه لكي نحصل عليه والذي لا يطول العنب يقول عنه حامض ـ كما يقال في المثل العربي ـ إنني أنصح هؤلاء بالاستفادة من التجربة الهلالية لتطوير أنفسهم ورفع مستوياتهم والتنافس الشريف الذي يحقق التفوق والبروز، فالهلال نموذج يحتذى لجميع الأندية الراغبة في الاستفادة ليس في كرة القدم فقط ولكن في صدق الحب والانتماء وخدمة الكيان.