|


أحمد المطرودي
القناة الرياضية والاختبار الصعب
2011-07-12
أن تقوم القناة الرياضية بنقل أحداث الدوري فهذا إنجاز كبير ليس للقناة وحدها بل لنا جميعاً لأنها قناة منا وفينا والفائدة لن تكون محصورة على القناة وطاقم العمل ولكن الجماهير السعودية ستستمتع بتغطية عالمية بنكهة سعودية، وأعتقد أن حصول القناة على هذا التميز خلفه رجال يأتي في مقدمتهم الأمير تركي بن سلطان الذي اجتهد وعمل من أجل الارتقاء بالقناة، ولعل وجود بعض الأفكار القديمة في بعض كوادرها هو ما يجعل العوائق صعبة للوصول إلى القمة، وحتى تحقق القناة النجاح المطلوب عليها القضاء على بعض السلبيات التي من أهمها بناء شخصية مستقلة لها بعيداً عن التقليد والبعد عن الإثارة المصطنعة وعدم المحسوبيات في اختيار الضيوف من خلال العناية باختيار المعدين من الكوادر المدربة والتي تملك الحس الإعلامي وعدم الزج بمعلقين مبتدئين يسيئون لسمعة القناة بالصراخ المفتعل والعبارات غير المناسبة والتركيز على تنوع الضيوف وعدم التكرار لإثراء المشاهدين بعقول وأفكار متنوعة، فالمشاهد سئم الإثارة والصراخ والتعصب الزائد ويحتاج إلى من يرفع مستواه في الثقافة العامة ويجدد له بالمعلومة ويخفف من حدة التوتر الموجودة والاحتقان في الوسط الرياضي، فقد لاحظنا أنه لا يوجد رضى عن القرارات ولا ثقة في اللجان ولا قبول للخسائر، ويتحمل الإعلام مسؤولية الشحن الزائد عن اللزوم، وشخصياً أنا متعاطف مع القناة الرياضية، وكتبت عنها الكثير من المقالات التي أشدت فيها بالتطور وعندما ننتقد فإننا نرغب أن تكون في أفضل صورة خاصة أن جماهيريتها الآن تزداد وسترتفع أعداد المشاهدين بعد أن يتم نقل المباريات، ولهذا أرجو أن يتم الاستفادة من هذه الميزة لتنوير الشارع الرياضي، وأنا متأكد أن هذه من الأولويات التي يسعى المسؤولون لترسيخها في خط القناة ورسم الخطوط العريضة لسياستها لتكون منبراً إعلامياً رائعاً يرتقي بالطرح وبالمفردة الإعلامية إلى أفضل المستويات، وقد أجمع الكثيرون على أن القناة رائدة في تقديم المواهب بحيث تتحمل هي دائماً البدايات، والقناة قدمت رموزاً إعلامية في مجالات كثيرة، وهناك جنود مجهولون يتجاهل أعمالهم الإعلام ومن أبرز هذه الأسماء يظهر اسم مهدي مزارقة، هذه الشخصية الشابة التي تستحق الثناء والشكر على ما يعمله خلف الكواليس من جهود كبيرة، وقد استفادت القناة منه كونه متخصصاً في الإعلام ويؤدي عمله بحيادية ساعدته على النجاح والآن القناة مقبلة على تحدٍ كبير يحتاج من الجميع الإخلاص وبذل الجهد والتركيز على ما يخدم النجاح العام، وإقناع المشاهدين بالحيادية يساهم كثيراً في دخولها القلوب قبل المنازل، فعندما تكون الميول من إحدى القنوات التجارية فقد يكون ذلك مهضوماً، لكن قناة حكومية عليها أن تعبر عن الجميع بكل حيادية وإنصاف بعيداً عن العواطف أو المحسوبيات.