|


أحمد المطرودي
مجتمعنا والتربية السلبية
2011-07-19
نعاني كثيراً في الخليج وبالذات في السعودية من سلطة وجبروت المجتمع وتدخلاته في حياتنا، فالفرد غالباً لا يستطيع أن يمارس حياته بشكل تلقائي ويحقق رغباته التي يريد ويمارس هواياته ويعبر عن آرائه التي يعتنقها، بل لابد أن يخضع لتيار الآباء والأجداد والعادات والتقاليد التي إذا رأينا أنها لا تقمع المخالفين فإننا ندخل الدين في منع الآخرين من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي دون قيود أو تعسف أو مصادرة، وهذا الأمر تسبب في الكثير من المشكلات النفسية لدى الكثيرين، فكبت جماح الرغبات المكبوتة يكون سبباً في انفجارها وانفلات التصرفات حينما تختفي المسببات تماماً كما يحدث حينما يسافر خارج البلاد ويبتعد عن القيود والأعراف فتبدأ التصرفات المخجلة والحركات العشوائية والسلوكيات الخاطئة تظهر في كل مكان حتى في الأماكن العامة، وحينما يعود لأهله وأسرته تعود المثاليات الزائفة والتمثيليات المقننة والأخلاقيات المعلبة.
من أهم الأسباب المؤثرة في مثل هذه الحالات هي التربية القائمة على المنع والقمع والتحطيم المستمر الذي يمارس في البيوت وفي المدارس حيث يبقى الطالب يمارس الاتزان خوفاً وليس طباعاً، فالأفراد الهادئون داخل فصولهم يتحولون إلى ثيران مسعورة يخربون ويحطمون ويشغلون الآخرين بممارسات مزعجة ويتسببون في إشغال رجال الأمن عن القيام بمهامهم، وقد وضح في الفترة الأخيرة تأثير أساليب وطرق التربية على مجتمعنا، وأن المدارس تخرج عشرات الطلاب الذين يعانون من مشاكل نفسية وحالات النكوص في مجتمعنا كبيرة، فتصرفات الشباب والفتيات في سن العشرينات لا تعبر مطلقاً عن عمره الحقيقي، فهو يكبر وينمو جسدياً ويزداد عمره رقماً وعدداً لكن سلوكه وأحاديثه ومفرداته هي ليست أقل منه كثيراً ويتحمل الآباء كثيراً من المسؤولية، فالفتى ينشأ على عدم الحوار والاستشارة والمناقشة الغزيرة بالعبارات الراقية والمفردات الجميلة التي تمنحه الثقة في النفس في الاندماج مع الآخرين أن مدارسنا تعج بسلبيات كثيرة حيث تتحول إلى مسرح كبير كل شخص يريد أن ينفذ دوره المعتمد على الروتين والبيروقراطية إذاعة مكررة من عشرات السنين طلاب لا يحترمون الطابور، وجزء يهرب منه، وبدلاً من تطوير المناهج لتواكب التطور التكنولوجي أعادتنا الوزارة للوراء سنوات بمناهج تعج بالأخطاء وتحميل الطالب فوق طاقته، ونحن نقول للوزارة إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع.