|


أحمد المطرودي
إعلامنا والمهمة الوطنية
2011-07-26
إذا كان الإعلام السعودي الرياضي يريد للكرة السعودية أن تعيد توهجها فعليه أن يتعامل وفق المصلحة العامة وليس وفق أهواء ورغبات شخصية لا تخدم، حتى لا نقرأ أو نسمع انتقادات لا تعطي التشخيص الحقيقي أو تذهب بنا بعيداً إلى أمور ليس من المصلحة التطرق إليها، والسبب أن هناك إعلاميون لا يبحثون إلا عن مصالحهم مع صحفهم ولو كانت هذه المصلحة تضر بالمنتخب فلا يهم، مواقف كثيرة تشعر بهبوط مستوى الطرح.
إنني أتمنى من هؤلاء الارتقاء بمستوى الطرح، إننا نريد عملاً احترافياً يعيد للكرة السعودية توهجها، والمشكلة الكبيرة أن تعطى القوس لغير باريها، فأحد الباحثين عن الظهور وبعد أن طرق عدة مجالات لم يستقر به الحال حتى صار كاتباً فطرح موضوعاً ركيكاً ينتقد المدرب قبل أن يبدأ عمله، ووصل به الحال أن توقع الفشل حتى إذا تعرض منتخبنا لأي خسارة خرج ليقول لقد حذرتكم من ريكارد لكنكم لم تسمعوا كلامي، ولو سمع المسؤولون كلامه لحققنا كأس العالم.
والغريب أن مقاله تضمن النصيحة بعدم الاستعجال ونقد المدرب، حيث طالب الإعلام بألا ينتقد المدرب وأن يعطى فرصة كافية ليتم الحكم عليه، إن وجود مثل هذه العينات التي استغلت علاقاتها هو ما يتسبب في تأخر الفكر لدينا وانهيار الطرح الصحفي المفيد، وبصراحة إن المسؤولين في هذه الصحف هم السبب في تحمل مثل هذه الأخطاء بمجاملة هذه العينات وفرد مساحات كي تعبث وتستغل الانفتاح وحرية الرأي لأن هم إيصال الحقيقة للناس ليس من أجندته، بل يهمه أن تظهر صورته في المقال ويبدأ البحث عن قناة فضائية ليمارس إسقاطاته وأمراضه بحب الظهور، إننا مقبلون على مرحلة مهمة نحتاج فيها إلى ترتيب الأوراق والتنظيم حتى نضع كل شخص في مكانه المناسب بتوظيف القدرات وتوزيع الأدوار، وأن نقف بحزم تجاه العابثين والباحثين عن الإثارة، وقد رأينا تأثير الإعلام السلبي على واقعنا، وأكبر شاهد حجم المشاكل التي حدثت في الموسم المنتهي، إننا نريد إعلاماً ناضجاً يبتعد عن الضغوط النفسية وعن التطبيل المبالغ فيه، فقد رأينا أن العوامل النفسية في عالم كرة القدم تهيمن على نتائجها، وهناك من يمارس الإسقاطات ويراها انتقاداً فيحول كل عمل إلى سلبي تماماً كما حدث من البعض عندما راح يحذر من مفاجأة متوقعة لمنتخبنا أمام هونج كونج وأنه منتخب متطور ومستعد جيداً، وعندما حققنا الفوز انقلب بالقول إن هذا الفوز ليس مقياساً لضعف مستوى الخصم، إنني أتمنى أن يكون هناك لقاء للأمير نواف مع القيادات الإعلامية للوقوف ومنع مثل هذه الآراء المتناقضة والتي تجعل الأوضاع دائماً سلبية ومتوترة.