|


أحمد المطرودي
التغيير .. الهدم أم البناء؟
2011-08-09
بغض النظر عن الخسارة التي مني بها منتخبنا للشباب أمام نيجيريا فقد قدم صغارنا كرة رائعة بقيادة المدرب الرائع خالد القروني ووضح تأثير الإعداد الجيد في نفسيات اللاعبين، حيث الثقة والاتزان وعدم الفوز أو الخسارة لا يعني أن شبابنا لم يكن جيداً، فقد ضاعت فرص كفيلة بترجيح الكفة ولا يعني التقليل من فوز نيجيريا فهو منتخب صلب متماسك أظنه سوف ينافس على اللقب وهو ما يجعلني أتمنى ألا تعطى الخسارة أكبر من حجمها حتى لا يهدم ما تم بناؤه والجهد المبذول لفرز هذه المجموعة الحلوة التي ستكون سبباً لارتفاع مستوى الكرة لدينا، حيث سيكون عدد كبير منهم في المنتخب الأول مما سيعطي فرصة أكبر لانسجاميتهم خلال سنوات طويلة تنتظرهم في المستقبل وهو الشيء الذي عانى منه منتخبنا خلال سنوات ماضية بكثرة التبديل في تشكيلته والأمر حينما يكون التغيير بسبب التجديد وعندها لا تجد أسماء جديدة تبث الفرح في نفسك بل أسماء مكررة فمن يدخل اليوم يجد نفسه خارج التشكيل غدا وقد يعود بعد أن فقد الثقة في نفسه ولو أن بسيرو مثلاً قدم لنا هذه المجموعة في كأس الخليج وطلب منا الصبر لصفقنا له حتى لو خسر البطولة لكنه أعاد بعض الأسماء القديمة وطعمها بعناصر جديدة لكنها ليست صغيرة ففقد الاستفادة منهم ولم يستفد منهم في آسيا فخسر الاثنتين رغم التحذيرات ونحن الآن بدأنا نضع أرجلنا على بداية الطريق الصحيح بتكوين عدة منتخبات رديفة وتفعيل دور الكشافين من المدربين الوطنيين في فرز المواهب وتقديمها للمنتخبات لكن هناك خطوات مهمة يجب أن تتبع هذا المشروع من أهمها اهتمام الأندية بالناشئة وتدعيم الأكاديميات من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي لابد أن تجد الدعم المناسب والتعاون المثمر من قبل وزارة التربية والتعليم للتمحيص عن مواهب متميزة لكنها لا تذهب للأندية ولو اهتمت الأندية بجميع المناطق بالصغار لن نحتاج إلى لاعبي الحواري بل العكس التخلص من اللاعبين الذين يبرزون في الحواري ولم يتدرجوا في النادي لأن هذه النوعية قلما يستفاد منها حيث تعتمد الأسلوب الفردي في الأداء ولا تجيد التفاعل مع الاحتراف وأنظمة النادي وبعضها لا يستطيع أن يقدم ما يمكنه تقديمه في الحواري، ولو اعتمدت الكرة السعودية على لاعبي الأكاديميات والصغار المصقولين من خلال مدربين وطورتهم وأعطتهم الفرص المتعددة للمشاركة سنجد أنفسنا مع عشرات النجوم القادرين على إعادة الهيبة والسمعة والبطولات والإنجازات المنتظرة التي تعود عليها الشارع الرياضي منذ الثمانينات الميلادية وبوادر ذلك اتضحت من خلال العناصر التي قدمها القروني والتي لابد أن تتابع مسيرتها في أنديتها ويتابع تعليمها وتربيتها.