|


أحمد المطرودي
ابن سعيد التاريخ
2011-08-23
صعب جداً أن يمر رحيل شيخ الرياضيين ابن سعيد دون أن تفيض مشاعر أي رياضي، أسبوع مضى على رحيله والحزن يلف القلوب التي لن تنساه وسيظل اسمه خالدا، ذلك الشخص الذي يحمل مقومات لا يمكن أن تجتمع بإنسان، جهد وطاقة وصبر ومثال ونموذج للعشق والانتماء، وهو مدرسة للأجيال القادمة كي تتعلم أن الحب ليس كلاماً ولكنه تطبيق عملي وعطاء وبذل، والانتماء الحقيقي لا يعني كراهية الآخرين، وحلاوة المنافسة تكمن في تبادل الفوز والخسارة ولن يكون للبطولات طعم إذا جاءت على أنقاض وإضعاف المنافسين، وهذا ما جعل الهلال من خلال هذا النفس أن يتطور ويرتقي ويحصد البطولات خلال تعاقب الأجيال وهو الشيء الذي غرسه أبو مساعد في نفوس الهلاليين ليكون أي منتم لهذا الكيان العريق متعلقاً بالبطولات.
إن المرحلة المقبلة تتطلب أن يستفاد من الموروث الكبير الذي خلفه هذا الرجل ليكون مرجعاً للمؤلفين وإن كنت أرى أن موضوع مؤسس الهلال يمكن أن يطرح في رسالة علمية يستفيد منه الأكاديميون من خلال التجربة الشخصية والثرية التي عاشها خلال بداية ونشأة الرياضة وقدرته على دعم وترؤس أكثر من ناد، وهذا له دلالات واضحة برغبته في التطوير لجميع الأندية وليس الهلال فقط عشقه الكبير، وهنا نرى أنه يحمل هماً سبق فيه أبناء جيله الذين لم تكن الرياضة في حساباتهم ولم يكن أحد يفكر في تلك الفترة أن الرياضة ستكون واجهة ومصدر للرزق والثراء. لكن ابن سعيد كان له السبق في النظرة للمستقبل والتطلع المستمر للتطوير، ورغم تقدمه في العمر في السنوات الأخيرة وتغير نمط الحياة إلا أنه كان عقلية حاضرة وروحه متجددة وشخصيته متواضعة، ولن أنسى اتصاله على شخصي في بداية الركض الصحفي قبل أكثر من عشرين عاماً وناقشني في مقال كتبته مبدياً إعجابه بما طرحت وطلب أن يعقب عليه وكان ذلك حيث نشر تعقيبه المفصل في تلك الفترة التي عاد فيها لرئاسة الهلال، ولن أنسى موقفه الرائع حينما حضر في الصباح الباكر لوزارة التربية للوقوف معي بعد أيام من تعييني معلماً في مدينة عرعر، حيث تحدث عنها كثيراً وقد زارها خلال بداية حكم الملك سعود، إنني حينما أطرح مواقف هذا الرجل أعتبرها درساً للذين حولوا العلاقات إلى مصالح شخصية، وعندما يستلم منصباً أو يشتهر يتكبر على الآخرين إلا من يكون له مصلحة عنده.. رحم الله (أبو مساعد) وأقول لكل محبيه لا تنسوه من صالح دعائكم خاصة في هذه الأيام المباركات.