|


أحمد المطرودي
فرحة العيد
2011-08-30
قد يكون اليوم بالنسبة للقراء ليس يوماً مناسباً لقراءة الصحف أو الاطلاع على ما يكتبه فلان أو علان، فهو يوم مزدحم بالمسؤوليات والارتباطات العائلية والزيارات وحضور المناسبات، وقد يكون الروتين والطقوس التي نمارسها في حياتنا سبباً كبيراً في عدم تحقيقها التغيير السلوكي للأفضل، فممارسات كثيرة تلازمنا ولم نستغل رمضان والعيد للتخلص منها الحقد والحسد وعدم الوفاء ونكران الجميل والغيبة والنميمة واستمرارها يأتي نتيجة عدم الوقوف مع النفس وتصفية القلوب واللهاث حول أهداف بسيطة وغايات لا تستحق التخلي عن القيم بسببها في مجتمعنا، هناك عينات من البشر لم تغيرهم سلبية الآخرين فاستمروا بصفائهم وحينما يجد الجد تجد النخوة والفزعة والكرم من صفاتهم، ثقة هؤلاء بأنفسهم كانت السبب الأكبر في عدم تغيرهم رغم أن السيئين يحاولون تحطيمهم وإلصاق العبارات السلبية تجاههم لأنهم عاجزون عن التصرف مثلهم وغيرتهم تمنعهم من قول الحقيقة فيهم فيبدلون استجابة الإعجاب إلى نقد وتقريع وتحطيم، فالحكمة عندهم جبن، والكرم والطيبة سذاجة، والمعاملة الراقية وأسلوب المجاملة
يرونه تملقاً ونفاقاً، بل هناك من يعيب الآخرين التزامهم بالنظام ويستخفون بالأشخاص المثاليين ومن يمارس الآثار عندهم هو غبي يحسن استغلاله، وهذه الأساليب جعلت الكثير يتحولون من مثاليتهم ليصارعوا الزمن والتأقلم مع هذا الواقع المرير، وأقول لهؤلاء مارسوا تصرفاتكم الجميلة وستجدون كثيرين بدأوا بتقليدكم، وهنا المجتمعات المتحضرة استطاعت أن تحقق بيئة سلوكية راقية باحترام النظام والتعامل باتزان وانضباط، والآن نحن نعيش فرحة العيد وهناك العشرات من الرسائل التي يتناقلها الناس في جوالاتهم تحمل الكثير من الصفاء والبراءة والحب وترسخ مفهوم التعامل الراقي، ولكننا للأسف لا نطبقها بل تظل كلمات إنشائية لا تصل للقلوب وتعبر في بعضها عن الطريقة التي نتواصل بها من خلال التكنولوجيا وما هي الفائدة من رسائل تدعو لك بالخير وحقيقة مرسلها العكس، وقد تابعت اللقاءات التي تجرى في هذه الأيام مع الكثير من الأشخاص في الوسط الرياضي، وقد قدم كل شخص نفسه أنه إنسان طيب وبسيط ومحب للآخرين ومتسامح، وحقيقة بعضهم تقول العكس أناني وحاقد ولا يحب للآخرين النجاح، ورائع أن يحاول الإنسان تغيير طباعه وتنظيف نفسه وحينما يسعى لذلك لابد أنه يجد العون من رب العباد، وقد تألمت كثيراً لما تعرض له زميلنا الصحفي والحكم صالح الضحيان الذي فقد خمسة من أبنائه في حريق، وقد كان لوقفة المجتمع التأثير الإيجابي على نفسيته ابتداء من أمير المنطقة ونائبه وجميع المسؤولين.