|


أحمد المطرودي
بصمة ريكارد
2011-09-13
سئلت في أحد البرامج عن أهمية مشاركة الأخضر في الدورة الدولية بالأردن وتأثير ذلك على استعدادات المنتخب لمونديال البرازيل فأجبت بأننا خلال متابعتنا لتجهيز المنتخب خلال سنوات ماضية أن اللاعبين الذين يمثلونه في الوديات لا يمثلونه في المواجهات الرسمية، وهذه عادة سيئة تسببت في الكثير من المشاكل الفنية، ونحن نشاهد المنتخبات الأخرى وهي تحتفظ بنفس الأسماء وعندها لن يكون هناك استفادة من التجارب الودية، فالمنتخب يستعد بمعسكر يحمل بعض الأسماء المفاجئة ويستبعد لاعبين ثم تبدأ المباريات الودية بمجموعة تختفي في الرسميات، والغريب أن هذه الظاهرة تتكرر مع جميع المدربين بمعنى أن السياسة العقيمة في تجهيز منتخب البلد ليست من اختراع المدربين بقدر ما هو موروث إداري.
يتكرر عند كل مناسبة بصراحة أن حضور المدرب المتأخر كان سبباً رئيساً في عدم تجهيز الأخضر بطريقة صحيحة، لكن المدرب ريكارد يتحمل مسؤولية كبيرة في عدم انسجام اللاعبين، وكل مدرب بارع لابد أن يكون له بصمة فنية واضحة وهو الذي لم نشاهده من مدربنا لأن البصمة لا تحتاج إلى وقت فهي تظهر من البداية، ومنتخبنا بدأ يسترد عافيته خلال مشاركته في الدورة الودية، وأيضا في مجموعة التصفيات الأولية، وكان على ريكارد أن يبقي نفس المجموعة ويزيد من تجانسها لكنه للأسف أجرى تغييرات أعادتنا للمربع الأول، وبودي أن أسأل ريكارد عن كيفية اختياره للأسماء خاصة أن أبرز لاعبي المنتخب والمتفق عليه من الجميع محمد نور كان نجماً في الأردن وفي التصفيات الأولية ومع ناديه الاتحاد، فما هو السبب في استبعاده؟ بينما نرى لاعبين لم يقدموا أي شيء ونراهم أساسيين أمثال: الرهيب وأحمد عطيف وياسر القحطاني والمدرب المتمكن هو القائد الذي يستفيد من جميع الإمكانات المتاحة لخدمة عمله، ومن وجهة نظر شخصية أن مدربنا احتاج إلى مدرب وطني يقرب له البعيد ويختصر له الكثير من الأمور ويقلل المهام ليساعده للوصول إلى الحلول بأسرع وقت ممكن، ولعل أسرع حل الآن هو غربلة بعض الأسماء وتثبيت التشكيلة ولعب لقاءات ودية خفيفة ومناورات مكثفة لإحداث الانسجام بين اللاعبين وإلا الوضع سيكون صعباً للغاية وسنخرج بسهولة رغم أن الفرصة كبيرة الآن لأن فوز تايلاند على عمان أعطى مجالاً أكبر لنحصل على المركز الثاني بالفوز على تايلاند ذهاباً وإياباً وعمان على أرضنا لأن المنتخب الأسترالي حتماً سيهزم المنتخبين وتكون فرصة التأهل قد جاءت على طبق من ذهب، إنني أتألم لحال منتخبنا لأن بالإمكان أفضل مما كان، وقد قلتها مراراً إن واقع الكرة السعودية لا يعكسه المنتخب الذي يذهب ضحية أخطاء تتكرر من عشرات السنين، وأن ما نملكه من نجوم في الدوري قادرون على إعادة التوهج السعودي والبطولات والثقة إلى الشارع الرياضي، ونحن نحتاج إلى برامج إعلامية قوية تساعد على التطوير بعد أن برزت بعض البرامج التي تنال الاهتمام من الإعداد والعمل مثل برنامج (كورة) الذي أبدع في تقديمه الزميل المتألق تركي العجمة، وكان لرئيس التحرير الزميل عوض الصقور دور رائع في الإعداد والابتكار مع زملائه التركي والعنزي والخثعمي، لأن بعض البرامج للأسف تعتمد على التخبط في الإعداد والتقديم، والإعلام لديه مسؤوليات جسام في أن يكون شريكاً للإنجاز ومواكباً للأحداث بطريقة مهنية لأنه مؤثر في تثقيف وتطوير المجتمع.