|


أحمد المطرودي
رائد بلا طعم أو نكهة
2011-09-20
سياسة التنفير التي تنتهج بالرائد منذ سنوات حولت الرائد من نادٍ يضرب به المثل في قرب وحب جماهيره له إلى عزوف وابتعاد لعشاقه، وياما كتبت الصحافة خلال سنوات عن مواقف وطرائف لتعلق هذه الجماهير بناديها، ومنها أن الرئيس الرائدي إبراهيم الربدي جاء لإدارة النادي في الصباح الباكر لعلاج مشكلة لا تحتمل التأخير وحينما دخل مكتبه وجد مجموعة من الجماهير يتناولون وجبة الإفطار فغضب وسألهم عن السبب في هذا التصرف الغريب فرد أحدهم وهو المشهور بظرافته إننا في بيتنا الثاني، وقد تحول غضب الربدي إلى ضحكات ولو سألتم عن ابتعاد هؤلاء عن الحضور في هذه الفترة لأدركتم المأساة الحقيقية التي تعاني منها الأجواء الرائدية، فكل شخص يريد الابتعاد لأن القرب سيفتح له أبواب المشاكل، والذنب الوحيد الذي فعلوه أنهم عشقوا الرائد وأحبوه وحاولوا منع المتربصين من القضاء عليه وهدمه، ولأنهم أشخاص قلوبهم لا تعرف الحقد ولا الانتقام ولا الغيرة والحسد فقد تركوا الجمل بما حمل ولسان حالهم يقول اشبعوا منه لكن المشكلة أن الذين يتصفون بالحب الصادق والمتجردين من أهواء ورغبات شخصية هم من يفضل الابتعاد والذين يرغبون في استغلال النادي لأطماعهم هم من يبقى فليس مهماً أن يتطور النادي وتفرح وتغرد جماهيره، بل الأهم عندهم أن يحققوا ما يريدون باستخدام جميع الوسائل المشروعة وغير المشروعة تارة باستخدام الشائعات التي تمجدهم وأخرى بمعاداة من يختلف معهم وإلصاق التهم بهم، مستغلين سذاجة البعض ونذالة آخرين وبدلاً من تحول النادي إلى خلية نحل يجتمعون على حب الرائد والعمل على إبرازه، صاروا يتبارزون ويتهاوشون لأجل إثبات الذات فانتشرت الشلليات وزادت الانقسامات وارتفع مستوى الاحتقان وهناك من تسبب بزيادتها من قصد أو غير قصد وذلك لاتخاذه مواقف خاطئة دعمت الذين يطمسون الحقائق ويلفقون الأكاذيب، فبدأ المجتمع الرائدي يفقد الكثير من تماسكه ويبتعد محبوه عن التواجد وبث الروح المعنوية التي كانت تبث الحماس الكبير في صفوف اللاعبين وتعطي الاطمئنان والثقة لدى الجماهير التي لم تقصر في دعمها ووقفتها لكنها صدمت في هذا الواقع الغريب بعد أن تحولت لقاءات الرائد وخاصة تلك التي تقام في معقله ببريدة إلى لقاءات باهتة ليس لها طعم ولا نكهة، وحقيقة إن الجماهير الرائدية لم تقصر في دعمها ووقفتها ومن يشكك فعليه أن يراقب هذه الجماهير التي ساهمت ببقاء الفريق أمام أبها، ودعمت الرئيس وتحملت الخسائر والإحباطات على أن يتغير الوضع، وتفوقت في الاستفتاءات، ويكفي حصولهم على المركز الخامس بالأرقام بعد أن شكك البعض بهذه المعلومة، وشخصياً أرى أن هذه الجماهير تستحق لقب الجماهير المثالية على تشجيعها واحترامها للخصوم، لكن عزوفها أو لنقل بعضهم أصيب بالإحباط، فلم تجد هذه الجماهير وقتاً للفرح، والتي كانت تؤمل بموسم مختلف بعد بداية جيدة مع النصر وسبب الخسارة هو نقص في مكونات الطبخة التي أعدها المطوع ولم يراع التنويع.