|


أحمد المطرودي
الرياضية الحيادية والعزوف
2011-10-04
لابد من الاستفادة من نقل القناة الرياضية الحصري للدوري السعودي كونها قناة وطنية تسعى لخدمة المواطن الذي هو أهم الركائز التي يوليها خادم الحرمين اهتماماً كبيراً، وهذا اتضح جلياً في عدم سعي القناة للتربح من هذه الخدمة وفتح المجال للجميع أن يشاهد الدوري دون مقابل، هذه الميزة مرت على البعض دون التوقف عندها أو لنقل إعلان الفرح بعد أن عشنا سنوات طويلة مع التشفير الذي أتعب الكثيرين في عدم تقبله أو القدرة على التعامل معه رغم أنني من أشد مؤيدي التشفير شريطة أن يكون له ضوابط تساهم في الاستفادة منه بشكل صحيح، ولكن إذا كان نقل القناة الرياضية للدوري سيعطي ارتياحاً لدى الشارع الرياضي ويعزز ثقتهم في قيادتهم فهذه منقبة محمودة تذوب عندها كل المميزات، لكن الخوف ألا يساهم النقل المجاني في ارتفاع المستوى الفني والحضور الجماهيري، بل إنني أظن أن الحضور الجماهيري سوف يتأثر كثيراً بانفتاح النقل وإتاحته للجميع وهذا شاهدناه في بداية الجولات حيث فضلت الجماهير أن تتابع لقاءات فريقها من خلال شاشات التلفزيون وهذه سلبية ستنعكس آثارها على جمالية الدوري وإثارته، ولابد من وجود حلول سريعة لتفادي هذه المشكلة أو على الأقل التخفيف منها قبل أن تستشري وعندها لن يجدي العلاج، وشخصياً أرى أن هناك بعض المقترحات التي قد تفيد في العلاج أتمنى من المسوؤلين الاهتمام بها وأهم المقترحات يخص لجنة المسابقات التي عملت جدولة المباريات بنفس طريقة الأعوام السابقة برص المباريات في يوم أو يومين وكنا نعذرهم لأن القنوات الحصرية سوف تتأثر في حال توزيع المباريات إذا أدركنا أن هناك قنوات أخرى لها حق النقل وبالتالي يأتي تجميع المباريات لصالح القناة الناقلة وهذا في رأيي الشخصي أنه أقل شيء يمكن أن يقدم للقناة الحصرية التي دفعت الملايين لشراء الدوري كون الرياضية لا ينافسها أحد، وأيضاً حصلت على الدوري دون مقابل فهي قناة لا تسعى للتربح وأن الغاية الأساسية لديها هي تطوير الرياضة وخدمة المجتمع الرياضي وزيادة الوعي والفكر لدى الرياضيين، وهذا ملموس لدى الأكثرية خاصة من قبل القيادات وعلى رأسهم الشهم تركي بن سلطان، الذي يحاول جاهداً أن يطور القناة لتصل إلى الطموحات وإعادة ترتيب الأوراق بدعم الكوادر الضعيفة غير القادرة على عمل جديد لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وبحكم قربي من هذه القناة أرى أن المشكلة في مستوى المعدين الذين لا يخدمون هذا التوجه، فمثلا برنامج مثل (الملعب) يأتي في وقت مميز ويقدمه نجوم أمثال الزهراني والسلمي تلاحظ الإعداد المتسرع والضعيف والتكرار للضيوف، وقد كان الشارع الرياضي يهضم مثل ذلك عندما كانوا يمارسونها في قنوات تجارية وغير حكومية لكنها الآن مرفوضة في جهاز إعلامي حكومي، إنني أعتبر أن الاهتمام بهذا الجانب من البداية سيساهم كثيراً في سلامة الجسد، وأن من الأمور المهمة في نجاح القناة هو الحيادية والإنصاف، فقد لاحظنا انكشاف البعض من المعلقين في عدم حياديتهم خلال المباريات السابقة من الدوري وتضافر الجهود سيساهم حتماً في تزايد أعداد الجماهير، وأقترح أن توزع المباريات على أيام الأسبوع حتى تستطيع الجماهير أن تركز سواء في الحضور للملعب أو في متابعتها تلفزيونياً وتعطي الصحافة الفرصة الكافية أيضا، فالجماهير تصاب بالازدواجية بين أن تحضر لقاء في الملعب أو أن تتابع آخر في المنزل وهنا أيضا دور المكاتب الرئيسية ومدراء الملاعب في توفير أجواء مناسبة للجماهير لتحضر وتستمتع.