|


أحمد المطرودي
الذابح.. الإعلام وفكر الهلال
2011-12-06
مواهب وأفكار، إعداد عشوائي ومتسرع وتخبط في التقارير وأخطاء متكررة وازدواجية في الطرح والمضمون وسطحية في تناول الأفكار وعدم احترام للضيوف فيصاب المشاهد بالغثيان بسبب تصنع خفة الدم التي تتحول إلى بثارة فتضطر إلى تغيير القناة والمشكلة عندي ليست في هؤلاء الأشخاص لأنني أعذرهم، فهم لا يملكون المهنية الإعلامية العلمية، ولكن الخوف أن يكون المسؤولون عنهم قد أعجبهم هذا المستوى المتدني للبرنامج، إنه يمثل نقطة ضعف واضحة ويهدم كل الجهود للتطوير، في المقابل رفع الزميل ماجد التويجري مستوى إرسال إلى أعلى مستوى بعد انضمامه للبرنامج، ويتضح ذلك من خلال قوة ونوعية وتنوع الضيوف ومتابعة موضوع انتقال الحارثي عبر هذه البرامج يعطينا تصوراً عن كيفية إدارة الأندية أيضاً، فالهلاليون الذين عارضوا فكرة انتقال سعد الحارثي إلى فريقهم بحجة كونه لاعباً في المنافس يعودون بنا للوراء عشرات السنين بتأصيل فكر تعصبي لا يتناسب مع روح العصر وفكر الاحتراف الذي يعتمد على تدويل اللاعبين بين الفرق كل حسب حاجته مع التركيز على أهمية تغيير تربته وبيئته في حال عدم الراحة النفسية والاستقرار وعدم الإحساس بالأمان وقلة الفرص المتاحة لإثبات الوجود، أما الذين عارضوا فكرة انتقاله بدواع أخرى فهذا مقبول، إما عدم قناعة بمستواه الفني أو الخوف من عدم شفائه من الإصابة وأكثر ما أعجبني في هذا الموضوع هو الفكر العالي الذي يتمتع به الأمير عبدالرحمن بن مساعد حينما رغب أن تكون فترة الستة أشهر هي الحاسمة في اختياره من عدمها وهذه تعطي انطباعاً في معرفة السر بتفوق الهلال دائماً، صدقوني لو كان هذا الموضوع عند بعض رؤساء الأندية الأخرى لطار بالعجة ولملئت الصحف من صوره وهو يوقع مع الحارثي، وبصراحة إن أسرار تفوق الهلال أعرف بعضها والكثير يخفى علي وعلى غيري، وقد يتحدث بعضهم عن القدرات التي تتمتع بها الإدارة الهلالية وأنها السر الحقيقي في هذا التفوق، وهذا الكلام لا يختلف عليه اثنان، وهذا الكلام يمكن أن يكون هو الذي يحل اللغز لو كانت البطولات والإبداع الهلالي في عهد هذه الإدارة فقط ولكن الهلال كان ومازال صديقاً للبطولات مع اختلاف الأجيال من الإدارات واللاعبين والجماهير والمسألة في الهلال ليست فقط في تحقيق الانتصارات وصعود المنصات وجلب الذهب لكن انظروا لاستقرار إدارته ومدربيه ولاعبيه مما يقلل من عملية التغيير، ويزيد حدة التركيز فتحاصر المشكلة في زاوية ضيقة وتستأصل، ورغم أن الهلال أقل الفرق جلباً للاعبين إلا أنه أكثرها فوزاً وحصداً للبطولات وهذه رسالة لبعض رؤساء الأندية الذي يبدأ الترميم بالهدم ولا يستطيع أن يحقق فريقه الاستقرار في ظل وجود ثقافة في المجتمع لا تعتمد البناء ولا تؤمن بغير النتائج الوقتية والسريعة، وتأكيد على أن البطولات لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال الاستقرار وجلب اللاعبين الذين يحتاجهم الفريق لأن بعض الفرق تبحث عن الأسماء البارزة التي قد تتجمع في مركز واحد وتترك باقي المراكز في حال الضعف فيترنح الفريق وتتساءل الناس كيف يقبع هذا الفريق في المؤخرة وهو يحمل هذه الأسماء الرنانة وهذه المشكلة تحصل حينما يكون رئيس النادي لا يفهم ولا يدري أنه لا يفهم وحينما يريد أن يتخذ قرارا فإنه يستشير لكنه يستشير نفسه فقط التي تؤدي به للإخفاقات.