|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





د. محمد باجنيد
تزوج في أسبوع..!
2008-10-24
تزوج في أسبوع، ولست بهذا أسعى للكشف عن رقم قياسي جديد لأسرع حالة زفاف أو زواج فما أكثر الزيجات التي سبقت في سرعة إتمامها هذا الزمن حتى أن بعضها يتم في ساعات وينتهي في ساعات!
الزمن الذي يغريني اليوم لذكره تعبيراً عن بعض اندهاش مغلف بالفرح.. فرح العرس.. فرح الحصن لشاب يخطو بدايات عقده الثالث بقامة تمتلئ حيوية وشباباً!
كان يعد مشروع الزواج من سابع المستحيلات!.. لم يكن على الأقل في خطة هذا العقد على الرغم من أنه يعمل منذ ما يزيد على الثلاث سنوات براتب شهري مقداره ألفي ريال.. لم يستطع أن يدخر خلالها شيئاً يذكر يدفعه حتى لمجرد التفكير في مشروع كبير كالزواج!
كان يدفع بكل (حيلته) راتبه الزهيد إلى أمه لتضمه إلى راتبها الذي يزيد قليلاً عن الألف ريال لتتولى الإنفاق على ساكني ذلك البيت الشعبي البسيط المكون من أربع غرف.. يسكن في واحدة منها أخوه الأكبر وزوجته وطفلاهما.. وفي الثانية أمه وبناتها الصغار وفي الثالثة أخواته الثلاث الكبار وفي الرابعة يقيم هو مع أخوين صغيرين وتخصص في نفس الوقت لاستقبال الضيوف.. أما المنافع الأخرى للبيت فهي مشاعة دون تخصيص!
حال كهذه تلغي العرس وسيرته ولكن الصعاب تتلاشى.. وتباشير الأمل - بتحقيق حلم لم يكن على البال ولا على الخاطر - تحملها صحبة طيبة.. ظلوا يلحون عليه بالإقدام على الزواج وقدموا له عشرين ألفاً يعيدها إليهم حين يحصل على قرض من بنك التسليف، ويتولى هو بعد ذلك سداد أقساط البنك الميسرة.
ولم يمض أسبوع إلا وبنت الحلال في الدار في حفل بسيط اقتصر على أهل العروسين!
تساهيل الرحمن تختصر السنين حين تصلح النوايا في مجتمع موسوم بالتقليد في أمور بعضها يرضي الرحمن.. وأخرى ما أنزل الله بها من سلطان!
لم يرفع عينيه ليراها حين ذهب يطلبها.. إنها هبة الرحمن قبلت أن تعيش معه في غرفة في بيت يضم آخرين.. أسكنها قلبه فأصبحت حجرتهما قصرا.