|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





د. محمد باجنيد
قليل من الخوف يا اتحاد
2009-11-13
كان الاتحاد يحتاج إلى الحظ في النهائي الكبير ليفوز بالكأس الآسيوية؟.. نعم بلا شك.. (أعطني حظاً وارمني في البحر).. لم يكن بحر النهائي مخيفاً.. هكذا كان يقول (المنجمون) أقصد (الإعلاميين).. لذا كانت ثقة اللاعبين بالانتصار كبيرة تطرد كل أشكال الخوف حتى ذلك الذي تحتاجه لتجنب مفاجآت الفريق الذي تلعب أمامه.. بل وذلك الذي عادة ما يعتريك في المناسبات الكبيرة التي تحمل عنوان (نكون أو لا نكون).. الخوف يا سادة شعور طبيعي محمود لكي تطرده عليك بدراسة أسبابه.. وإذا ما تعرفت عليها وعالجتها كنت جاهزاً للمحك.. ولكنني أنصحك بعدم التخلص من كل مشاعر الخوف التي تعتريك.. حاول أن تبقي ولو قدراً يسيراً منها فلن تربكك بل ستجعلك أكثر تأهباً واستعداداً للتعامل مع المفاجآت.
ومع أنني أتفق مع كل الذين قالوا إن الاتحاد لم يكن محظوظاً للفوز بنهائي كأس آسيا للأندية الأبطال إلا أنني لا أستطيع أن أجعله السبب الأول والأخير في خسارة النهائي الحلم لأن الفوز – يا من لعبتم الكرة وتفهمونها – لم يكن مضموناً.. فمن يعرف إمكانيات الفريق الكوري ولاعبيه المحترفين يتوقع أداءً قوياً من هذا الفريق، كذلك الذي شاهدناه أمام الاتحاد. الاتحاد لم يكن سيئاً ولكنه دخل الملعب مزهواً.. يحمل قدراً كبيراً من الثقة، وهو أمر مطلوب للتركيز في الملعب، ولكن إمكانيات الفريق الكوري وقفت بالمرصاد أمام الطموح الاتحادي الواثق.. ربما كان الاتحاد بحاجة لدرجة من الخوف منذ بداية المباراة ترتكز على فهم كامل لقدرات هذا الفريق المجروح الطامح للفوز.. إنها حالة خوف محمود تساعد على تغليب الحرص على عدم ولوج الأهداف في مرماك أكثر من تسجيلك لها.. وهي طريقة تلجأ إليها غالباً الفرق الأقل استعداداً وإمكانيات فتلعب على الكرات المرتدة.. ولأن الاتحاد – كما كان معلوماً – كان هو الفريق المرشح فقد مال للأداء الهجومي الذي سرعان ما أصبح متحفظاً بعد أن أظهر الفريق الكوري نوايا هجومية مدعومة بانضباط دفاعي يرتكز على خط وسط ممتلئ، مهمته القضاء على تحضيرات الهدف قبل أن تبدأ.. ونجحوا في ذلك كثيراً لأن الوسط الاتحادي كان يميل إلى العمل الهجومي أكثر فانكشف الدفاع في مرات عديدة.. ولم يترك (نور) الاتحاد على راحته رغم أنه أفلت قليلاً.. وصنع بعض الفرص لأمين الشرميطي ولكن الأخير وقع في كماشة الدفاع الكوري فغابت الخطورة، ولم يجد (بوشروان) من يهيئ له الكرة ليصوب فبحث عن ذلك بنفسه وهناك فرق!
خسارة الاتحاد يا سادة جاءت بسبب تفوق كوري ورغبة أكبر في الفوز ظهرت في الملعب حتى وإن جاءت بـ(خطأين ثابتين) لأن الأخطاء كانت قريبة من مرمى الاتحاد وتعبر عن محاولات مستمرة للفريق الكوري لإصابة المرمى الاتحادي أجبرت لاعبي الاتحاد على ارتكاب الأخطاء معها.
ها نحن مرة أخرى نقع ضحية (مشاعر وتوقعات إعلامية غير واعية) طردت الخوف هذه المرة من قلوب الاتحاديين وقد كانوا بحاجة لقليل منه لكي يسلموا من غضب الكوريين ورغبتهم الأكبر في الفوز.
شكراً يا اتحاد، فقد أمتعتنا.. وخيرها في غيرها.