عندما عدت من جلاسكو إلى الدمام حيث مكان عملي وإقامتي ـ بعد أن أكملت سنوات الدراسة في الخارج ـ حرصت مع (المدام) على إلحاق الأولاد بمدارس خاصة، فاخترنا لإبراهيم ـ وهو في السنة الثانية من المرحلة الثانوية ـ إحدى المدارس المعروفة ذات التوجه الديني.. المدرسة تعد من أفضل المدارس على مستوى المدينة، ولقد ظننت أن إبراهيم سيجد نفسه وسط مجموعة من الطلبة الممتازين علمياً وأخلاقياً.. ولكن إبراهيم فاجأني مؤخراً بقوله: إن جميع زملائه في الفصل والبالغ عددهم واحداً وعشرين يدخنون.. قلت في ذهول: كلهم يا إبراهيم؟.. قال: كلهم يا أبي ما عدا طالباً واحداً أردني الجنسية.. قلت لإبراهيم وقد تملكني العجب وضاق صدري بالخبر: وهل لدى هؤلاء مصائب أخرى يا إبراهيم؟.. أجاب: نعم إنهم يكلمون الفتيات بالهواتف النقالة، ولدى أكثرهم صور لفتيات يتفاخرون بها.. ويتبادلونها بينهم.
قلت له مقرراً دون أن أفكر: لا تمشِ معهم!
قال محتاراً: ومع من أمشى؟
قلت: مع زميلك الأردني.
قال بهدوء واثق: لا تخف يا أبي فلن أكون مثلهم.. إنني لا أحب سلوكهم، وأعجب كيف لم يحسن أباؤهم تربيتهم؟.. ثم أردف ضاحكاً: إنهم يقولون لي نحن نعجب من سلوكك.. تأتي من بريطانيا بلد الحرية ولا تدخن ولا تقيم علاقات مع الفتيات!
ضحكت مع إبراهيم ولم أستطع أن أخفي قلقي وخوفي عليه.. عجبت منهم كيف يعجبون من حال إبراهيم ولا يضيرهم ما هم عليه من سوء.. هل ترى أضحى الانحراف أمراً (عادياً)؟!.. هل بتنا في زمن (القابضين على الجمر)؟!.. اقبض ـ إذاً ـ يا إبراهيم.. اقبض حماك الله.. لن تؤذيك نار الهوى ما دمت تراقب الله.. ستكون (برداً وسلاماً عليك يا إبراهيم).
ذهب إبراهيم وبقيت أتساءل: فترة الطيش هذه كم ستستمر؟!.. وكم سيكون ضحاياها من الفتيان والفتيات؟!. هذا واقع المدارس الخاصة، فكيف سيكون واقع المدارس الحكومية؟!.. وقبل أن تصلني الإجابة، أتمنى ألا تمثل هذه العينة مجتمع الدراسة تمثيلاً صادقاً.. فهي وإن كانت عشوائية إلا أنها تقل عن 35 عنصراً وهو الحد الأدنى لإجراء الاختبارات الإحصائية على العينة.. لذا سأتجاهل هذه النتيجة (المخزية) آملاً ألا تحمل لي الأيام ما يؤكد صدقها!
أين أنت يا إبراهيم؟!. أين أنت يا صديقي.. لا تنسَ أننا سنذهب الليلة لمشاهدة المباراة في الملعب.. وسنذهب غداً إلى البحر للصيد!
هل تعرف أنك أعز أصدقائي؟!.. كل ما أرجوه أن أكون صديقك المفضل.
قلت له مقرراً دون أن أفكر: لا تمشِ معهم!
قال محتاراً: ومع من أمشى؟
قلت: مع زميلك الأردني.
قال بهدوء واثق: لا تخف يا أبي فلن أكون مثلهم.. إنني لا أحب سلوكهم، وأعجب كيف لم يحسن أباؤهم تربيتهم؟.. ثم أردف ضاحكاً: إنهم يقولون لي نحن نعجب من سلوكك.. تأتي من بريطانيا بلد الحرية ولا تدخن ولا تقيم علاقات مع الفتيات!
ضحكت مع إبراهيم ولم أستطع أن أخفي قلقي وخوفي عليه.. عجبت منهم كيف يعجبون من حال إبراهيم ولا يضيرهم ما هم عليه من سوء.. هل ترى أضحى الانحراف أمراً (عادياً)؟!.. هل بتنا في زمن (القابضين على الجمر)؟!.. اقبض ـ إذاً ـ يا إبراهيم.. اقبض حماك الله.. لن تؤذيك نار الهوى ما دمت تراقب الله.. ستكون (برداً وسلاماً عليك يا إبراهيم).
ذهب إبراهيم وبقيت أتساءل: فترة الطيش هذه كم ستستمر؟!.. وكم سيكون ضحاياها من الفتيان والفتيات؟!. هذا واقع المدارس الخاصة، فكيف سيكون واقع المدارس الحكومية؟!.. وقبل أن تصلني الإجابة، أتمنى ألا تمثل هذه العينة مجتمع الدراسة تمثيلاً صادقاً.. فهي وإن كانت عشوائية إلا أنها تقل عن 35 عنصراً وهو الحد الأدنى لإجراء الاختبارات الإحصائية على العينة.. لذا سأتجاهل هذه النتيجة (المخزية) آملاً ألا تحمل لي الأيام ما يؤكد صدقها!
أين أنت يا إبراهيم؟!. أين أنت يا صديقي.. لا تنسَ أننا سنذهب الليلة لمشاهدة المباراة في الملعب.. وسنذهب غداً إلى البحر للصيد!
هل تعرف أنك أعز أصدقائي؟!.. كل ما أرجوه أن أكون صديقك المفضل.