|


د. محمد باجنيد
القبض على (أم العباية)
2010-02-26
كانوا يخيفوننا بها كي ننام.. ونظل نبحث عنها في الأحلام!.. كنا نعيش على الوهم.. نتسلى به.. نلبسه الحجر والشجر والظل والماء حين يأتي المساء!
أولاد اليوم لم يسمعوا بـ (أم العباية).. لكنهم باتوا يرونها (حقيقة) تمشي في الأسواق والشوارع.. وهي لا تخيف أحداً لأنها تقترب من الناس في انكسار وخضوع!
مسكينة (أم العباية) قالت ابنتي (شيماء) وهي تتابعها تتنقل عند الإشارة من سيارة إلى سيارة.. تطلب السائقين من (مال الله).. فمنهم من يعطها ومنهم من يقول لها (على الله)!
أما (المدام) فقد ساءها المنظر العام.. وتمنت لو أن رجال أو نساء دائرة مكافحة التسول قريبون ليقبضوا عليها أو عليه.. من يدري قالت وراحت تذكرنا بذلك (البنغالي) الذي قبض عليه في الدمام بعد أن اكتشف أنه كان يتسول متخفياً بعباءة وغطاء وجه وقفازات واعترف أنه جمع مبالغ كبيرة من خلق الله!
وتعود حرمنا المصون فتقول بإصرار: الشؤون الاجتماعية تعطي المحتاجين ما يعينهم على الحياة ولكن البعض بلا حياء!.. هنا وقفت محتاراً أتساءل: هل يوفر الضمان الاجتماعي لكل محتاج ما يغنيه عن سؤال الناس؟!.. ما أعرفه أن هذه المعونة تعطى للسعوديين والسعوديات فقط وأكثر المتسولين والمتسولات هم من غير السعوديين بنسبة 78% مقابل 13%. هذه النسبة أخذت من مجموع 42 ألف متسول ومتسولة تم القبض عليهم خلال أربع سنوات، هكذا يقول تقرير نشرته صحيفة (الاقتصادية) نهاية العام الماضي!
من هنا ـ إذاً - يأتي انقسامنا في التعامل مع ظاهرة التسول رغم قناعتنا بسوئها وتزايدها في كل مكان!.. وسنظل منقسمين حتى تعالج أوضاع المحتاجين من المواطنين والمقيمين والمتخلفين!.. بعدها.. لن نسمع شيماء وهي تردد: مسكينة (أم العباية).. وسنراها تنضم إلى أمها وتطالب بأن يتم القبض عليها فوراً.