|


د. محمد باجنيد
(ريال) أم هللات.. يا (مورينيو)؟
2011-04-29
مخطئ من يظن أن قيمة (الريال).. ريال مدريد قد ارتفعت في قائمة الفرق العالمية بوجود هذا المدرب البرتغالي الشهير (مورينيو).. وأظن أن القائمين على الفريق الملكي قد أخطأوا بتكليفه بتدريب الفريق، ولم يحسبوا مقدار المعاناة التي سيواجهونها بانتهاجه تلك الأساليب الدفاعية العنيفة أمام (برشلونة)
ربما أدرك مورينيو - بعد الهزائم الثقيلة التي تكبدها الفريق تحت إدارته في المواجهات التي جمعته بالفريق الكاتالوني - بأن مواجهة برشلونة بأسلوب اللعب المفتوح ستحوله إلى (أضحوكة) وسيفقد قيمته كمدرب صاحب إنجازات تاريخية مع فرق عالمية شهيرة
الحل كان جاهزاً لدى مورينيو.. فخططه الدفاعية التي يتميز بها ما زالت في ملفاته.. لكنها تحتاج إلى إعادة صياغة لتكون فعالة وموفقة في مواجهة برشلونة
وها أنا وقد بهرني هذا الفريق (الكتالوني) العجيب أقول: إن من يشاهد ميسى ورفاقه لا يمكن أن يبقى محايداً.. قلت ذلك للصحاب ونحن نشاهد مباراة الأربعاء.. نعم، فصاحبكم لا يمكن أن يكون إلا (برشلونياً).. لأن هذا الفريق لا يبدو من (الأرض).. إنه من كوكب اسمه (الإبهار).. هل سمعتم به؟.. شاهدوا مباريات برشلونة.. لتروا ميسي ورفاقه وهم يقدمون عروضا كروية بدقة (الليزر).. هكذا يبدو المشهد أينما حل برشلونة
هناك في مدريد كان (مورينو) يطالب جنوده بحماية عرش مدريد من الغزاة الكتالونيين.. طالبهم بالبقاء في الصفوف الخلفية واستخدام أسلوب (الغدر) المفاجئ، لعل الحظ يساعدهم في قتل الإبداع الكتالوني بوضع (سم) جديد في طبق المتعة واللذة المتناهية
وبدأت المعركة.. وصبر المدريديون على الحصار.. كان الكتالونيون يستدرجونهم - كالعادة - بصدور مفتوحة.. ولكنهم ظلوا متحفظين.. ملتزمين بأوامر قائدهم الذي بدا (مزهواً) بانتصار بائس بكأس جاء بضربة (حظ) ولم يرد البقاء في مدريد فألقى بنفسه تحت عجلات الحافلة المبتهجة بخطفه.. ودخل في غيبوبة.. فيما المدرب العظيم صانع الإعجاز راح يمني النفس بتكرار الفوز ولو بهدف يسجله (الحكم) في لقاء نصف النهائي الأوربي.. ولكن العرض الأخاذ لـ (البرشا) انتهى بهدفين ولا أحلى للفتى المدهش (ميسي)
في المعارك لا يكفي أن تكون مستيقظاً مفتوح العينين لتحمي مدينتك من الغزاة خاصة حينما يكونون (دهاة)
يعجبني اللاعب المتكامل الذي يجيد الأدوار الهجومية والدفاعية معاً.. ولكن يصعب علي أن أشاهد مهاجماً أو لاعب وسط فنانا محبوساً في نصف ملعبه.. مهمته فقط أن يمنع مرور الكرة في منطقته.. ينقاد لأمر مدربه.. يؤدي دوراً بائساً في مهمة أُشعر بأنها مستحيلة.. مثل هذه الأساليب (التكتيكية) تقضي على الموهية.. وتحول اللعبة الأكثر شهرة إلى ساحة لقتل الإبداع
كفى يا (مورينو) فقد أسقطت قيمة (الريال) وحولته إلى (هللات).