|


د. محمد باجنيد
لا تكن (ثوراً)
2011-05-13
لا شك بأنك ستكون سعيداً بكلامك الجميل.. لأن كرتك المحملة بالورد غالباً ما تعود إليك تحمل عبقاً جميلاً.. إنها ظاهرة فطرية نعرفها.. ومع ذلك ما زال هناك من تحمل كرته (كيراً).
كلنا نواجه ضغوط الحياة.. تزعجنا تصرفات بعض الناس.. يسيئون لنا.. ومع ذلك علينا أن نتحكم في ردود أفعالنا.. نخسر كثيراً بردود أفعالنا السريعة خاصة حينما يمتلئ الإناء بالعداء.
المشكلة أنك لن تستطيع أن تغير هذه القاعدة الفيزيائية التي جاء بها نيوتن (لكل فعل رد فعل، مساو له في المقدار ومعاكس في الاتجاه).. قد تتوهم أنك على حق عندما لا تستقبل ردة فعل الطرف الآخر.. أو قد تظن أن قانون نيوتن لا يمكن تطبيقه على البشر.. لأن أجسادهم لها القدرة على الامتصاص، فتظل تواصل تعديك وأنت (بكامل قواك العقلية)... تظن ذلك، وأظن أن من المهم أن أقول لك بأن السائق المستقدم الذي كان يعمل عند (عطية) قد اشتاط يوماً من هذا الكفيل الذي يصر دائماً على وصمه بقوله (أنت ثور)... والمسكين ظل صابراً زمناً قبل أن ينفجر يوماً مؤكداً على صدق نظرية نيوتن وضرورة تطبيقها مع (المحترمين) أمثال (عطية).. فراح يعيد لـ(عطية) كرته المحملة بـ(الكير) لتحرق قلب عطية فيثوب ويعيد النظر في (القضية).. قضية هذا التعدي الفاضح على القوانين الفطرية...
من تكون يا عطية؟...
والله إنك (ثور)...
ضحك طويلاً واستلقى على ظهره من شدة الضحك...
جميل أن تضحك على نفسك يا عطية.. حتى أنا ـ يا صاحبي ـ قال لي ابني الصغير (إسماعيل) صاحب السنتين: (يا غبي) حين سقطت لعبته من يدي.. ضحكت كثيراً على نفسي مع أنني لم أكن من أساء إليه.
وعلى الرغم من عدالة المكافأة في ردود الأفعال إلا أنه لا يمكن أن نعتبر وجود ردة الفعل المكافئة للفعل ـ حينما يكون الفعل سلبياً ـ ظاهرة إيجابية.. لأنه يتعارض مع مبدأ أخلاقي جميل يدعو إلى مقابلة الإساءة بالإحسان.
إذا لم تستطع أن تقابل الإساءة بالإحسان فاحرص على الأقل بألا تكون ردة فعلك أقوى في مقدارها من الفعل.. وهذا يحدث كثيراً خاصة عندما يكون الطرف المقابل في موقف ضعيف.. كأن تكون المعلم وهو الطالب، أو تكون صاحب العمل وهو العامل.. أو تكوني السيدة وهي الخادمة.
نعم، إن هؤلاء الضعفاء في نظرنا قد تأتي ردود أفعالهم كارثية كـ(بركان) تجمعت داخله (حمم) من أفعال لا إنسانية لينفجر ويخرج كل ما به من (غليان).