|


د. محمد باجنيد
افرح يا مطلق
2011-05-20
كم سنخسر من مفردات اللغة.. حين نأخذ بها إلى أقصى (اليسار).. ها قد أسأنا لكلمة (مصلحة) فرمينا بها في دائرة (الأنا) حتى باتت شرطاً لإنجاز (المصالح)، المشروعة منها وغير المشروعة.. وها نحن أيضاً نقضي على هذه الكلمة الجميلة (واسطة) نجردها من قيمتها الروحية المتطلعة إلى التعريف بالسمات الحسنة للإنسان.. (شفاعة) تسعى لإسناد الأمر لأهله وتحقيق المصالح المتبادلة.
لم نعد نحتاج (السياق) يدلنا على تلك المعاني المتعددة بل والمتضادة للمفردة.. عريناها من كل ما هو جميل وألبسناها قلنسوة شيطان.
كم كنت أحمد (الإثارة).. نشرع لها أبواب أرواحنا.. نمتطي بها جياداً بيضاء.. لم نكن (نحلم).. كنا فقط نرى الناس والأشياء في أماكنها فنرتاح، وتزهر في دواخلنا أشجار الرضا.
مفردة الإثارة لم تعد اليوم تأخذنا إلى مدن الأحلام.. لم تعد تحلق بنا إلى آفاق البهجة!.. مفردة الإثارة أضحت تملى على يد (شيطان).. راحت تأخذنا إلى عالم (الفتنة) بين البشر..

صباح الخير يا مطلق
إليك هذه الحقيقة (المثيرة) يا صديقي العزيز..
في عالمنا الرياضي قليلون هم الذين يركضون ويقفزون.. فيما الباقون يأكلون ويشربون و(يتفرجون).
سقط المنتخب في كأس آسيا لأن (الإثارة) في كرتنا السعودية غابت في الملاعب.. نقلها الإعلاميون (التربويون) إلى استديوهات (التلفزيون).. راحوا يؤججونها (فتنة) للفاضين والمشغولين.. أصبحت (إثارة الشجار) العنوان الأبرز في البرامج الرياضية.
تفرغ الهلال لتحقيق البطولات وانشغلت بقية الأندية في قضايا (الكواليس).. وما زالت أسطوانة التحكيم هي المفضلة عند الجماهير.. حتى الحكام الأجانب لم يسلموا من اتهام (المحاباة).. هل تُرى لأن عيونهم (زرقاء)؟
أعرف أن هذا الكلام لن يعجب (الصحاب).. لا بأس.. افرح يا (مطلق).
لا تغضبوا.. إنها الحقيقة.. إذا أردتم الإثارة الكروية.. إذا كنتم تبحثون عن الفن والجمال فانظروا إلى (العلالي) وشاهدوا (الهلال).