|


د. محمد باجنيد
وعاد الأهلي البطل
2011-07-08
في ليلة الحفلة الكبرى وضعت القبعة (السوداء).. رحت استعيد ليالي فرح أهلاوية تحولت إلى (مآتم)!.. بعدها شعرت بـ (استرخاء).. صدقوني لأول مرة أشاهد الأهلي والاتحاد بلا توتر.. ولأول مرة أيضاً أرفع (الراية البيضاء) للمتربصين بي.. كنت أبوح بشعور صادق.. لم أكن أراوغ.. نعم في يوم الجمعة الماضي قدمت قراءتي للمباراة مستنداً على ثقافة (أهلي) لا يعرف (الدهاء) حتى وهو يعاني من آلام في (الظهر) ويلعب أمام فريق يجيد (كسر الظهر).. لم أكن أستخدم هذه المساحة سلاحاً لإسقاط الاتحاد.. كنت بالفعل أخشى مواقف هذا (العميد) (العنيد).. وما يتمتع به من (مكر كروي) يفتقده جاره (الراقي) الذي ظل دائماً يقاتل على طريقة (محمد علي كلاي).. الوجه المكشوف والملعب المكشوف.. ثقة في النفس تربك الخصم ولكنها تتيح له إسقاطك بـ (الضربة القاضية).. ربما كانت (كرة النمري) كافية لإعلان حالة الحداد في (القلعة).. ولو حدث ذلك لعاد الأهلي إلى دائرة الضياع!
لم يسجل النمري.. كان (المسيليم) حاضراً ليعيد نفسه إلى قلوب كل الأهلاويين.. تجلى الحارس المخلص، وأنقذ الأهلي من حظه العاثر!.. وقدمت فرقة الفن الأهلاوية أرقى حفلات الموسم.. خلعت معها قبعة (التشاؤم) ووضعت قبعة الأهلي (الخضراء)!
حتى الحظ يمكن أن تقاومه إذا أردت.. والأهلي جاء إلى النهائي مدججاً بكل أسلحة الكسب.. ظل الحظ واقفاً كالعادة مع الاتحاد.. أكمل معه أشواط اللقاء الأربعة.
اليوم وبعد هذا الإنجار المتعدد.. الحصول على كأس أغلى البطولات والتأهل للمشاركة في بطولة آسيا وإرجاع الاتحاد خطوات إلى الوراء في حسابات (الديربي).. اليوم يمكن أن نستشرف مرحلة جديدة نراهن من خلالها على قدرات فنية باستطاعتها أن تمحو (السواد) وتكسو الأرض والسماء باللون (الأخضر)!.. نعم، فكما أن «المال يجر المال» فالفوز أيضاً يجر الفوز، لأنه يرشدك إلى سبله ومتطلباته.. والأهلي (نضج) كألذ وجبة يشتهيها عاشقو المتعة يا (أبا كرم)!
مخطئ من قال أن شعبية الأهلي قد (خبت).. انظروا إلى المدرجات لتروا أن أكثر جماهير الأهلي من الشباب والصبيان والأطفال!.. أما (الكبار) فلا يمكن لهم أن يتحولوا.. إنهم مثل صديقي الجميل الدكتور طلال مغربي ظلوا يرددون بعد كل (إخفاق) للأهلي: يا (عشقنا الأول اللي عمره ما تحول).. ولا شك أن أبا طراد يردد مثل كل الأهلاويين وغير الأهلاويين من المنصفين: (عجب.. عجب.. والأهلي طرب)!
أعذروني - يا سادة - فأنا اليوم أكثر (موضوعية) من ذي قبل.. عاد الأهلي وعادت الحياة يا (عامر)!
تحية للاعبي الأهلي الأبطال.. تحية محبة وتقدير للأمير الجميل خالد بن عبد الله.. تحية للرئيس (المفتون) بحب الأهلي الأمير فهد بن خالد.. تحية لطارق كيال.. تحية لكل من صنع هذا الجمال..