|


د. محمد باجنيد
أين القطار؟
2011-07-29
بعد أن حرك باص (جلاسكو) شجوني وذكرني بحال النقل العام (عندنا).. ها هو القطار الذي أستقله من جلاسكو إلى لندن (يكمل الناقص) ويزيد (الهم)!
قديمة هي همومنا.. ما زلنا نعيد الكلام.. فكرة القطارات المعلقة التي اقترحها صديقي العزيز الدكتور صالح الغامدي قبل أكثر من خمس سنوات كأحد الوسائل التنموية في مجال النقل العام.. هذه الخطوة التي أشرت إليها في مقالة كتبتها من هنا من جلاسكو.. عاد أبو أنس اليوم يذكرني بها بعد مرور هذا الزمن الطويل!.. نعم كان بالإمكان ـ يا أبا أنس ـ أن يكون هذا المشروع قد فرغ منه في (الخطة الخمسية) الماضية، أو على الأقل نرى أساسياته في الشوارع ضمن كل هذه الإصلاحات والتوسعات الكبيرة التي فتحت منذ ما يزيد على العشر سنوات ولا ندري متى ستنتهي.. وهل ستحل مشاكل الزحام المتزايد أم أن مدة صلاحيتها قد انتهت قبل أن تنجز؟!
كنت في السابق أسخر من الخطط الخمسية بعد أن رأيت العالم المتقدم يضع خطط خمسينية للتنمية.. وأرجو ألا نكون قد قلدنا القوم وتحولنا لأن هذا التحول في زمن الخطط سيؤخر إنجاز المشاريع بدلاً من تسريعها.. لأنه من السهل في ظل غياب المحاسبة أن يأخذ إنجاز المشاريع زمناً مطاطاً نتوه فيه بين الخطط قصيرة الأجل وتلك التي تحتاج إلى زمن طويل!
ما زال القطار العتيق ـ يا أبا أنس يا صديقي العزيز ـ يسير في مساره القديم بين الدمام والرياض مروراً بـ (الهفوف) رغم تغير (الظروف) وقلة الرحلات الجوية للخطوط السعودية التي ما زالت تحتكر أجواءنا المحلية بعد أن خاب رجاء الناس في (طيران ناس) ولم نشعر بطيران (سما) في (السماء).. لتبقى (الخطوط السعودية) تمارس علينا وصاية في سوق يقال إنه (مفتوح)!
لا نحتاج إلى أموال أجنبية في سوقنا المحلية، لأنه باستطاعة أي (هامور) سعودي أن يتولى الأمر ويحقق أرباحاً خيالية.. وستكون الفائدة أكبر لو أنشئت شركات مساهمة لتعم الفائدة.. ويكسبٍ المواطن مرتين.. وفي النهاية يصبح السفر مسألة سهلة في بلد ينمو بشكل متسارع ويحتاج إلى تخطيط إستراتيجي وآلية عمل سريعة تستثمر كل هذه المقدرات الكبيرة وتوجهها نحو طريق النجاح.. لا أدري هل كنت أهذي وأنا أسأل عن الباص والقطار وأرفع صوتي مطالباً برفع هذا الاحتكار في مجال النقل العام؟.