|


د. محمد باجنيد
القروني ومستقبل الأخضر
2011-08-05
ترى ماذا يمكن أن يقوله كثير من الإعلاميين لو لم يبلغ فريقنا الشاب للدور الثاني في كأس العالم المقامة حالياً في كولومبيا؟
لا تقولوا سيخرج علينا الكتاب والمحللون بمقالات وتحليلات تشيد بالمدرب وتثني على الإدارة وتشد من أزر اللاعبين وتشير إلى ما يتمتعون به من موهبة.. لن يحدث ذلك – يا سادة – بل أظن أن (خالد القروني) الذي يعجبني كثيراً منذ بداياته في مجال التدريب سيكون مادة النقد – ليس بمفهومه الصحيح الذي يشير إلى نقاط القوة والضعف في عمله – بل بمفهومه الشائع الذي يرمي بالإخفاق على كاهله، وسيورد (الزملاء الأعزاء) أخطاءً فنية يمكن أن تكون أسباباً في حالتي الفوز أو الخسارة.. كاختيار اللاعبين وإجراء التغييرات، بل وربما عادوا إلى مرحلة التحضيرات الأولية واختيار العناصر و(نسفوا) كل ما ذكروه من إشادة بعد تأهل الفريق إلى كأس العالم. ولعل ما يساعدهم على اللعب على (الحبلين) أقصد (الاحتمالين) هو التحضير المسبق لهما.. لقد قلت مراراً بأن أغلب المحللين يحملون معهم نموذجين للمباراة معدان سلفاً.. أحدهما لحالة (الفوز) والآخر عند (الخسارة)!.. ولا يسعني هنا إلا أن أقول (يا خسارة) هذه النماذج المبهجة من المدربين الوطنيين.
فاز الأخضر الشاب يا خالد القروني في مباراتين وسجل ثمانية أهداف ملعوبة.. واستمتع اللاعبون الشباب وأمتعونا.. ولم أتعجب لأنني أدرك تماماً ما تملكه من إمكانيات كبيرة في مجال التدريب.. كنت حاضراً ناجحاً في أكثر من فريق سعودي.. وكنت أتمنى أن يكون لدى فرقنا نظرة مستقبلية لتطوير عملك والأخذ بيدك نحو احترافية حقيقية لمدرب موهوب!
منتخب شباب المملكة كان تحديا كبيرا لك وصلت به من خلال عمل استراتيجي إلى هذه القيمة المبهجة التي لا بد أن يبنى عليها لتكوين الفريق الأول وتدعيمه بعناصر تتميز بالتكامل المهاري الذي بقينا نعاني منه زمناً طويلاً!
اليوم أصبحت لدينا منتخبات سنية على درجة عالية من المهارة ففريق الناشئين كان رائعاً في المغرب والأولمبي يملك عناصر ممتازة أما الشاب فها هو يقول كلمته ويبلغ الدور الثاني في كأس العالم، ولعله قادر على مواصلة التقدم نحو الأدوار النهائية.
تحية للقروني ولاعبيه والجهاز الإداري.. تحية لرعاية الشباب ورئيسها الشاب نواف بن فيصل وإلى الأمام دائماً يا وطني.