|


د. محمد باجنيد
يا عيني على البساطة
2011-08-19
هل حدثك واحد من خلق الله القدماء عن جمال الحياة أيام زمان؟.. يعني (قول) قبل أربعين عاماً.. إنها أيام البساطة.. «ويا عيني علبساطة.. بتغديني جبنة وزيتون وتعشيني بطاطا».
الطعام يحتاجه الناس قبل كل شيء فلماذا لا يكون أصدق تعبير عن البساطة ؟.. الجبنة والزيتون ـ يا صاحبي ـ كانت لا تفارق مائدتنا نصبح عليها ونمسي بها وننام (خفاف).. لا نخاف سمنة ولا نقرس ولا سرطان.. الحمد لله على الخير والنعمة الكبيرة التي نعيشها.. كل ما نشتهيه نحصل عليه، ومع ذلك السعادة غائبة في حياتنا.. نظل نبحث عنها.. نخالها بعيدة.. عزيزة على أولئك الذين لا يملكون مالاً وجاهاً.. نظن ذلك فنلهث خلف المال والجاه.. ننظر إلى الأعلى ولا نفكر في النظر حولنا ومشاهدة أولئك السعداء الذين يعيشون على الجبنة والزيتون والحلاوة الطحينية.
البساطة هي أحلى أنماط الحياة على الإطلاق.. لأن صاحبها لا يحتاج إلى (مكياج).
أعرف أن لكل مقام مقاله وملابسه التي تناسبه، وهذه قضية (تقدير واحترام) يفهمها البسطاء ولا يبالغون.. لأنهم طبيعيون.. وهذا ما يجعلني أشتاق إليهم كلما أخذتني دروب الحباة إلى أماكن (الأدعياء).
«علبساطة البساطة يا عيني علبساطة».. لعلك يا صاحبي رحت تغني مثلي وأنت تعيش لحظة تجلي لا تحسب فيها حساب أحد.. فيما العيون تراقبك باندهاش.. صدقني الحياة صغيرة حقيرة بكل ما فيها من زيف وخداع.. كبيرة جميلة بلحظة أنس تعيشها مع بسطاء.