|


د. محمد باجنيد
البقاء للأقوى
2011-09-09
البقاء للأقوى.. عبارة قصيرة توجز متطلبات التفوق في المنافسات بمختلف أنواعها.. إنها حالة مشاهدة رأيناها ليلة الأربعاء الفائت في لقاء منتخبنا الأول مع المنتخب الأسترالي في الدمام.. نعم التفوق كان للأقوى.. وأهم مقومات القوة في كرة القدم الإمكانات البدنية للاعب والحالة الصحية والذهنية!.. سقط الأخضر أمام (الكنغارو) الضخم في أجواء (حارة ورطبة).. كنا نريد أن (نسلقه) ونأكله في هذا الطقس الخانق.. ولكنه ظل يقفز بـ(رشاقة) بعد أن تحول (النسور) إلى (أرانب) وديعة.
مشكلة الكرة السعودية قديمة ولا يمكن أن نرجعها برمتها إلى الإعداد وأسلوب المسابقات، واختيار اللاعبين والمدربين.
صدقوني.. لن أكون مبالغاً لو قلت بأن اللاعب السعودي بدأ يقترب كثيراً في مستواه الفني والمهاري من نظيره الغربي.. بيد أن الغربي بل وحتى الأفريقي ما زال يتمتع بتكوين جسماني أفضل، وهو ما يعمل على زيادة عوامل التفوق عند النزال.
أبسط مثال على تأثير عامل اختلاف البنية الجسمانية في التفوق الكروي هو أن تعرف بأن حظوظ اللاعب الأطول والأقوى في الوصول إلى الكرات الهوائية في حالتي الهجوم والدفاع تكون أكبر!.. بل ويبني عليها المدربون خططهم لكسب المباريات وما أكثر ما ينجحون.
نعم ما زالت البنية الجسمانية - تلك المعضلة الأزلية - تقف بالمرصاد أمام طموحاتنا الرياضية في أن نكون ضمن دول المقدمة، وتحديداً في مجال كرة القدم. إن مقارعتنا للفرق المتقدمة وتفوقنا عليها في بعض النزالات من الظلم أن تؤول إلى عدم تأثير البنية الجسمانية، ومن العدل أن تشير إلى تفوق مهاري ونفسي وإعداد ممتاز.
مشكلة قصر القامة، وضعف البنية الجسمانية تحتاج إلى دراسات تعالجها منذ الطفولة بل حتى قبل ذلك أي بالاهتمام بالصحة العامة للفرد، فهناك حالات تشير إلى أسباب مرضية ولا علاقة لها بالوراثة.. ثم لماذا لا يتم توجيه أصحاب البنية الجسمانية من الصغار إلى ممارسة كرة القدم حتى نضمن تواجدهم في الأندية وبالتالي تشكيل منتخبات سعودية تتمتع بقامات عالية وأبدان قوية نكمل بها ذلك التفوق المهاري لدى اللاعب السعودي والذي اتضح أن لا يكفي وحده لتحقيق الإنجازات.