|


د. محمد باجنيد
انتخبوا الاتحاد والقحطاني
2011-09-23
انتخبوا الاتحاد.. إنها فكرة (وردية) سيكون عبيرها فواحاً بعروض قوية وانتصارات تعطر كل سماء الوطن.. نعم إنها بالفعل فكرة (وردية) ربما تنسينا كل تلك الأفكار الـ(جهنمية) التي أحرقت قلوبنا على منتخب كان طوال عقدين من الزمن سيد آسيا كلها قبل أن يصبح معبراً سهلاً لمنتخبات صغيرة في القارة!
يقول البسطاء: (اللي تكسب به ألعب به).. ما زلت في دائرة (المشروع) ولا أجد في هذا الانتخاب المباشر بـ (التزكية) ما يدعو (غير الاتحاديين) إلى الغضب ورفض الفكرة (الوردية) فصاحبكم ليس اتحادياً في سياق التنافس المحلي.. ولكنني بكل حيادية وحب مع (نادي الوطن)، وأراه اليوم الأكثر جاهزية لتمثيله.. ليس في البطولة الآسيوية فقط بل على مستوى المنتخب الذي نتابع خطواته بكثير من الوجل خلال مشواره الصعب للتأهل إلى أولمبياد البرازيل!
نعم.. انتخبوا الاتحاد الذي قهر (سيئول) الكوري وهو في قمة الجاهزية وهدد مرماه طوال مباراة هجومية انتهت بثلاثة أهداف (تكتيكية) مقابل هدف واحد للفريق الكوري (ما لو فكاهة ولا مزية).. اختاروا الاتحاد وانضموا من أجل (البلد) إلى هذه القاعدة الجماهيرية العريضة التي تصنع المتعة في المدرجات لتطرب اللاعبين على أرض الملعب فيتناغموا معها ويرقّصوا الكرة ويرسموا لوحة الانتصار والفرح!
ولكي تتضح ملامح هذا الفريق الذي أدعوكم لانتخابه وترشيحه لتمثيل الوطن أقترح هذا التعديل بإحلال مواطنين بدلاً من اللاعبين الأجنبيين الكويتي (العنزي) والبرازيلي (ويندل).. وأقترح أن يكون (عبد العزيز الدوسري) بديلاً لـ (ويندل) و(عبد الرحمن القحطاني) بديلاً لـ(العنزي).. أو لنترك للخبير الكبير الداهية (ديمتري) حرية الاختيار والتشكيل، على اعتبار أنني أفضل أن نقول لـ(ريكارد) الذي جاء للمنتخب متأخراً.. نقول له على طريقة (حسني البرزان) مع قليل من التعديل: قبل أن نعرف ماذا في (هولندا) يجب أن نبحث عما يوصلنا إلى (البرازيل).. ونقول له أيضاً بأن الوقت لا يسمح بالتجارب.. ومن الأفضل لنا وله أن نفترق الآن على أمل اللقاء بعد التأهل إن شاء الله.
صدقوني.. لست مأسوراً بغرابة ما أدعو إليه، فهناك تجارب لمنتخبات نجحت عندما كان أغلب عناصرها يلعبون لفريق واحد والمنتخب الكويتي مثال على ذلك فقد وصل عدد من مثلوه من نادي القادسية في فترة من الزمن أكثر من 12 لاعباً.. كما أن أفضل منتخب عراقي مر على الكرة العراقية كان أغلب لاعبيه من فريق (الرشيد).. ولا أظن أحداً عاصر تلك الفترة ولم يطربه أداء فلاح حسن وحسين سعيد وحبيب جعفر وعدنان درجال والحارس الكبير رعد حمودي.. وهناك أمثلة كثيرة على مستوى الكرة العالمية لعل أبرزها منتخب إسبانيا الذي فاز ببطولة أوروبا وكأس العالم الأخيرة، فقد كان ثمانية من لاعبيه من الفريق الفريد العجيب (برشلونة) والآن أصبحوا (تسعة).. انظروا تأثير هذه الحالة الظاهرة على اللاعبين.. يقول مدافع برشلونة جيرارد بيكيه بأن تواجد ثمانية لاعبين من برشلونة في تشكيلة المنتخب الإسباني تجعله يشعر أنه في المنزل.. ولعل بيكيه يشعر الآن براحة أكبر بعد أن ارتفع الرقم إلى تسعة عقب التعاقد مع قائد أرسنال سيسك فابريجاس.
ومع كل هذه الأمثلة المبهجة المدهشة أعرف أنني أنادي بالمستحيل في ظل رؤية فنية وإدارية جامدة لا تستثمر الإمكانيات وتستسلم للضغوطات والتهويمات، ولا تتحرك إلا بعد أن (يقع الفأس في الرأس)!.. هذه قناعاتي ما زلت أراهن عليها ولن تغيرها خسارة الاتحاد من الاتفاق، لأنها في عرف التنافس المحلي طبيعية ولا أستسيغ تأويلها على طريقة (محمد نور) فخسارة مباراة بهدف أمام فريق محترم كالاتفاق لا يمكن أن يشير إلى ضعف (نادي الوطن) الذي لطالما شرف الوطن وهو قادر على أن يهديه كأس القارة من جديد ويعيد الكرة السعودية إلى مكانتها الطبيعية.. ما زلت أدعوكم لترشيح الاتحاد في حملة (أفتعلها) اليوم متأثراً بأجواء الانتخابات البلدية.. المزعج.. المحبط.. أن حظوظ الاتحاد بتمثيل المنتخب تبدو مثل حظوظ صديقي العزيز (سعد بن عبود القحطاني) الذي رشح نفسه وكان ينوي الانسحاب، قبل أن يجد اسمه ضمن اثني عشر مرشحاً في دائرته الجغرافية.. أبو خالد - يا سادة - عضو هيئة تدريس في معهد الإدارة العامة بالمنطقة الشرقية.. وهو رجل في غاية النبل والإنسانية.. يتفانى في خدمة الآخرين ويعمل بكل جد.. أبو خالد - يا سادة - يخوض حملته الانتخابية ٍدون إعلانات في الطرق تظهر صورته وتقدم برنامجه ورسالته للناس.. أبو خالد - يا سادة - لم يوفد فريقه الانتخابي لزيارة الناس في بيوتهم ودعوتهم للقاءات (المفطحات).