|


د. محمد باجنيد
أعيدوا كراسة الخط
2011-12-02
كنا نشتريها من المكتبات.. لم تكن توزع مجاناً.. لا بأس فقد كانت تستحق أن تُشترى.. كنا نستمتع بها.. نتصفح أوراقها.. تبهرنا تلك الخطوط الأنيقة التي كُتبت بها تلك الآيات والأحاديث والحكم والأمثال البليغة.. تلك هي (كراسة الخط).. عشنا معها أوقاتاً بهيجة.. نكتب (نسخاً) تارة ونعود إلى (الرقعة) عادة لأنها الأساس الذي نكتسب به سرعة الكتابة!
ذهبت كراسة الخط ولم يبق لطلبة اليوم لا رقعة ولا نسخ.. وإذا أردتم أن تدركوا الأثر فانظروا إلى كتابة طلبة الجامعة ولن أقول الابتدائية ولا المتوسطة ولا حتى الثانوية.. انظروا إلى ضياع (الهوية).. خطوط شُوهت فيها الحروف وهوت فيها الكلمات عن السطور.. فلا شكل ولا مضمون مفهوم.
لا أدري من الذي اتخذ قرار إلغاء (الكراسة) ومادة الخط؟.. من الذي أساء للأجيال وأساء للكتابة العربية، وقد كنا ذات يوم نفاخر بهذه المهارة، ونعدها (شطارة) قبل أن يكون في يد كل طالب وطالبة جهاز حاسب آلي يكتب عنه ويقدم له قائمة لا تنتهي بأنواع الخطوط وأحجامها، بل وأنماطها، فهناك العريض، وهناك المائل، وهناك ما تحته خط.. وهناك.. وهناك.. وإذا كان ذلك هو سبب إلغاء كراسة الخط؛ فاكتبوا احتجاجي هذا بخط (عريض) وضعوا (تحته خطوطاً) كثيرة، حتى يلفت نظر المسؤولين فيسارعوا إلى إصلاح هذه الحال (المائلة).
إن مهارة الكتابة بخط اليد لن تكون محصلتها نصاً مكتوباً لإتمام عملية اتصال مقروء.. إنها ـ يا سادة ـ رسم بالكلمات يرتقي بذوق الإنسان.. ما أجمل ما خطه الإنسان منذ بداية الخليقة.. ما زالت المتاحف الشهيرة تحتفظ بلوحات لخطوط عربية قديمة تستوقف الزائرين وتشدهم إليها.
غياب كراسة الخط في المدارس يعد في نظري (كارثة) تعليمية بدأت آثارها تظهر في الأجيال خطوطاً قبيحة يصعب فهمها رغم كبر حجمها.. فضلاً.. أعيدوا كراسة الخط.