مارفيك ولا غير مارفيك وبنسبة 100% هو من يتحمل شخصيًّا كمدرب كبير له اسمه وسمعته ومكانته المسؤولية الكاملة لخسارة منتخبنا الوطني يوم الثلاثاء الماضي أمام المنتخب الإماراتي، ومن يقول غير ذلك، فإما أنه جاهل أو غافل أو "جبان"، أو أن ميوله الكروي المنحاز المتعصب لناديه طغى على "الحقيقة" الماثلة أمام أعين الجميع.
ـ شاهدنا من خلال فكر مدرب كان في ذلك اليوم "معطلاً" على مدى شوطي المباراة، وبالذات الشوط الثاني، ومن صبوا غضبهم على لاعبي الأخضر وادعوا أنهم كانوا فاقدي الروح القتالية ورغبة الفوز ومتعالين على الكرة؛ فلا أظن أنه شاهد المباراة جيداً؛ فمدرب الإمارات باوزا رغم الفترة الزمنية القصيرة التي تولى فيها مهمة تدريب الأبيض، إلا أنه عرف كيف يوظف إمكانات لاعبيه، وعرف أيضاً من "أين تؤكل الكتف" عن طريق خطة وطريقة لعب محكمة، استطاع من خلالها فرض سيطرته على خط الوسط وعزل خط الوسط السعودي؛ ولهذا لم تتح لمحمد السهلاوي ولا فهد المولد ولا ناصر الشهراني تلك "الفرص" التي تسهل لهم مهمة هز شباك المنتخب الإماراتي، ناهيكم عن "انقضاض" شل حركة ظهري المنتخب السعودي تماماً، حيث فشلت كل المحاولات بما فيها الكرات العرضية من "اختراق" دفاع الفريق المنافس الذي كان حافظاً عن "ظهر قلب" إمكانات لاعبينا ومنهجية مدربنا في المباريات السابقة.
ـ مارفيك الذي لم يقصر معه اتحاد الكرة السابق ولا الحالي، حيث تعاملوا معه بمستوى راق جدًّا، وبمنتهى "الاحترافية"، وفرا له كل الإمكانات ومنحاه كافة الصلاحيات ولم يتدخلا في عمله إطلاقًا، كما كانت تفعل الاتحادات السابقة وهذا كان بشهادة النقاد والمحللين "مدلع على الآخر"، ولو طلب "لبن العصفور" لما تأخر مسؤولو الاتحاد في إحضاره إليه، على طريقة "شبيك لبيك"؛ ولهذا هو من يجب توجيه "اللوم" إليه، وفق كل المقومات التي وفرت له، والصلاحيات التي أعطيت له وبناءً على قرارات صارمة نافذة، اتخذها استجابة لآراء مساعديه تجاه لاعبين هو من اختارهم وأصر عليهم، على الرغم من كل التحذيرات التي كانت تلاحقه "إعلاميًّا".
ـ كما رفعناه السماء وأشدنا به مدحاً وثناءً، وكنت أنا شخصيًّا هنا وفي قناة "24 الرياضية"، رافعاً راية "المحامي" المدافع باستماتة عنه رافضًا توجيه أي نقد له، في ظل أنه كان بقناعته وثقته في اختياراته "يهزم" في كل المباريات السابقة بهذه التصفيات "الإعلام الرياضي" نقاد ومحللين "بما في ذلك "مقدمي" البرامج الرياضية، الذي بدأ بعضهم عقب مباراتنا أمام المنتخب الإماراتي يتقمص شخصية المذيع اللامع سابقًا في قناة cnn الإخبارية "لاري كنج"، ومنهم معجب بشخصية "مرتضى منصور" في أسلوب "الردح" والكلام الفاضي، وأخص بالذكر من بات على الملأ "مفضوحًا" وهو يقوم بدور "الممثل" البارع عن طريق "سيناريو" معد مسبقًا تجهيزه سواء في حالة الفوز أو الخسارة، والذي يبدو أن مرتضى منصور من خلال الصراعات التي بينهما استطاع "التأثير" عليه، متمنياً أن يتخلص من هذا الكابوس الذي سيطر على شخصيته المرحة الجذابة، ولعل أكثر ما "أزعجني" كثيراً في برنامجه هو "تشويهه" للأغنية الوطنية "الله الله يا منتخبنا"، بصوت الفنان طلال سلامة من خلال إعادة صياغة كلماتها وغنائها بطريقة "مبتذلة" جداً ومحطمة جداً جداً..
ـ أعود لمارفيك الذي أجدني اليوم منتقلاً من الشخصية الإعلامية المدافع عنه إلى المهاجم، فقد "خيب ظن" كل من وقفوا معه، وبالذات إدارة اتحاد الكرة أو إدارة الكرة! فماذا عساه يفعل في مباراة منتخبنا أمام المنتخب الياباني؟ وما الطريقة التي سيتعامل بموجبها مع "حقيقة" لا مفر منها أن التأهل بالنسبة للأخضر كما أشرت في مقال الثلاثاء الماضي أن "آمالنا" في حالة الخسارة من المنتخب الإماراتي سوف تصبح على " كف عفريت"، وهذا ما حدث.. فخوفي الذي عبرت عنه في ذلك الهمس تحقق، ولا أدري إن كان بإمكان منتخبنا تجاوز اليابان، ولا أدري إن كان المنتخب الأسترالي سوف يهدي للأخضر أمل "التأهل" والذهاب لروسيا، هذا في حالة خسارة منتخب أستراليا من المنتخب التايلاندي.. أما فوزنا على المنتخب الياباني بعدما شاهدت المستوى الذي قدمه يوم أمس فلا أمل للأخضر بالوصيف إلا في هذه الحالة، وهي هدية تقدمها تايلاند فقط للكرة السعودية، حينها يصبح مارفيك "محظوظًا" جداً جداً.