|


نبيه ساعاتي
ممكن.. ولكن!!
2017-09-02

بلغة الأرقام نقول في أغسطس 2016، أي قبل انطلاق التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، كان ترتيب المنتخب الياباني في تصنيف الـ"فيفا" 49 وجاء خلفه الأسترالي في المركز 57، ثم المنتخب السعودي في المركز 61، ولو نظرنا إلى تصنيف الـ"فيفا" حاليًا، نجده كما كان عليه في البداية، مع تغيير طفيف، حيث صعد المنتخب الياباني إلى المركز 44 وخلفه فورًا المنتخب الأسترالي في المركز 45، ثم السعودي في المركز 59، إذًا الأول بالنسبة لمجموعتنا آسيويًّا قبل انطلاق التصفيات وحتى يومنا الراهن اليابان ثم أستراليا وبعدهما السعودية.

 

وكان على صاحب المركز الثالث أن يتغلب إما على صاحب المركز الأول أو الثاني؛ حتى يستطيع أن يحصل على أحد مقعديهما في التأهل، ولكنه لم يفعل، حيث لم يتمكن المنتخب السعودي من الفوز على أستراليا في المباراتين، كما أنه خسر من اليابان هناك، وتبقى أمامه فرصة وحيدة للفوز على أحد الكبيرين، وأقصد به المنتخب الياباني؛ ليحيي أمله في الوصافة، وإن فعل فعليه أن ينتظر مباراة المنتخب الأسترالي لأن نظام التصفيات ينص على الفارق النقطي ثم فارق الأهداف، وبعدها الأهداف المسجلة تليها المواجهات ثم الأهداف في المواجهات ثم الأهداف خارج الميدان، 

 

وأخيراً مباراة فاصلة تمتد إلى وقت إضافي وركلات ترجيح، ذلك النظام وبطبيعة الحال لن نصل إلى كل ذلك، حيث إن فارق الأهداف المسجلة سيكون لمصلحة المنتخب الأسترالي إذا ما سجل ثلاثة فأكثر في تايلاند، فيما إذا فزنا بفارق هدف على اليابان، ولعل من حسن الحظ أن المتخب الياباني فاز بهدفين نظيفين ليوسع فارق الأهداف لمصلحتنا بهدفين، حيث سجل المنتخب الأسترالي 14 واستقبلت شباكه 10، وهو نفس الرقم الذي ولج في شباكنا، ولكننا سجلنا 16، كما أن المواجهات في ملصلحة الكنغر أيضًا.

 

أما إذا حللنا في المركز الثالث وهو بواقعية الأرجح، فإننا سوف نواجه إما أوزباكيستان التي ستواجه على أرضها كوريا الجنوبية أو بحظوظ أقل سوريا بقيادة خربين والسومة، والتي ستواجه إيران في إيران، ليس ذلك فحسب، بل سنلعب بعد ذلك إذا ما تأهلنا مع صاحب المركز الرابع في الكونكاكاف، وهي على الأرجح بنما، والتي في حوزتها سبعة نقاط فقط، علمًا بأن التصفيات هناك ستنتهي في شهر أكتوبر المقبل.

  

ولكن أعود لأسأل: هل سنفوز على اليابان بصراحة بعدم مبالاة لاعبينا؟ أشك في ذلك؛ فالأمر بالنسبة لهم سيان، "اليوم شعار وبكرة ثاني منتخب ولا نادي ما هي فارقة"، هذا حال لاعبينا على أرض الواقع بعيدًا عن التجمل بكلمات رنانة وشعارات أخاذه كالوطن وشعاره، فلقد انفضح المستور في الإمارات عندما جاء وقت الجد فلم يظهر أي منهم بمستوى يشفع بتأهلنا أو يعطينا بصيص أمل لغد مشرق تسعد به جماهيرنا الوفية.  

 

بواقعية.. لاعبون كهؤلاء لا يستحقون أصلاً نيل شرف الذهاب لكأس العالم وتدوين أسمائهم إلى جوار أسماء نجوم نعتز بهم لليوم، وفي الغد سنذكرهم، لا شك كونهم صنعوا المجد بأحرف من ذهب لوطن يقدرون قيمة شعاره أمثال ماجد وسامي وجميل وأنور وحمزة ومسعد والخليوي والهريفي وباقي زملائهم، إننا إن فعلنا سنكون مجحفين بحق جيل ذهبي قدم كل ما يملك بلا مقابل يذكر قياسًا بجيل لا يعترف سوى بالملايين دون بذل أو حرقة على قميص يرتديه.

 

لن أغفل مارفيك، ولكن هي مباراة لاعبين أولاً وثانيًا وثالثًا وعاشرًا، ثم نتكلم بعد ذلك عن أخطاء جسيمة ارتكبها الهولندي الذي نذكر له أنه من صنع هذا المنتخب، ولكنه بصراحة ارتكب أخطاء جسيمة أمام الإمارات بدءًا بالتشكيلة والإصرار على أسماء لم تعد قادرة على تقديم ما يشفع، ثم عدم استدعاء المتطورين أمثال هزاع وهو الأكثر جاهزية، وإشراك لاعبين لا يمثلون أنديتهم، ثم الأسوأ من ذلك كله استبدال العابد والشهري وهما أفضل السيئين.

 

وكل عام وأنتم بخير،،،