قبل الحديث عن الرجل الحديدي خالد البلطان وانتصاره المشهود، فإنني سوف أعرج قليلا على الظهور المفاجئ للأمير خالد بن سعد إعلامياً ومن ثم زيارته لنادي الشباب ليكون في مقدمة مستقبلي (أبو الوليد) ومعانقته بحرارة مثل ما فعل الشرفي الأمير عبد الرحمن بن تركي، بالتأكيد أن خالد البلطان قائد ليوث العاصمة وأن كل رجال الشباب متفقون عليه ولن يسمحوا له بالرحيل وسيعملون على إقناعه بالاستمرار لإكمال مسيرته الإدارية الناجحة.
ـ ما عبر به خالد بن سعد عن خالد البلطان هو لسان حال كل الرياضيين محبين ومنافسين ومحايدين، فرئيس الشباب الحالي قدم عملا إداريا جبارا، فهو دائما في مقدمة الصفوف الأولى، بل الرجل الوحيد في الدفاع عن حقوق ناديه وآخر هذه القضايا نجاحه في كسب قضيته مع اتحاد الكرة ولجنة الانضباط في إبطال قرارها بمنعه من التصريح والمشاركة في التتويج في نهائي الكأس، فقد كان الرجل أول الصاعدين للتشرف بالسلام على الوالد القائد الملك عبد الله واستلام اللقب الغالي في مشهد مهيب ومثير تابعه الملايين داخليا وخارجيا فكان هذا اللقب هو الأغلى عند الشبابيين ورئيسهم المثقل بالذهب والإنجازات الرنانة.
ـ منذ أن صار خالد البلطان رئيسا للشباب والفريق الأبيض لم يغادر منصات التتويج ففي كل عام يكون له حضور ملفت ففاز بالدوري وبكأس الملك وكأس الأمير فيصل بن فهد وأمام منافسين أقوياء وشرسين فهزم الهلال والاتحاد والنصر والأهلي في المباريات الختامية ملغياً بذلك مقولة الأربعة الكبار التي يبدو أن من روج لها لم يكن يلتفت للأمور الفنية بل للجوانب الإعلامية والجماهيرية فالشباب ومنذ أكثر من ربع قرن لم يغب عن الحضور في المباريات النهائية إلا نادرا جدا وأعتقد أن هذا التفوق الواضح لليوث العاصمة تجعلنا نطالب خبراء الرياضة بإنصافه فشيخ الأندية يستحق عبارات التقدير والثناء وأول من يستحقها رئيسه الذي كان انتصاره هذه المرة مدوياً وكاسحاً لكل المنافسين والخصوم.
ـ وأخيرا أقول إن فوز ليوث العاصمة الأخير رفع أسهم خالد البلطان كثيرا عند محبيه وكارهيه في آن واحد، فالشبابيون تحدث نيابة عنهم الأمير خالد بن سعد الذي قال كل أنواع المديح بحق (أبو الوليد) وشاركه الأمير عبد الرحمن بن تركي، والكارهون للرئيس الحديدي حديثهم عنه في مجالسهم خاصة يختلف تماما عن حديثهم عنه في القنوات الفضائية أو في شبكة التواصل الاجتماعي فهم معجبون بشخصيته وقدرته على قبول التحدي وتخطي كل الصعاب مهما بلغت درجة قسوتها وشراستها وأعتقد أن درجات التحدي والصعاب بلغت ذروتها قبل النهائي عندما سارعت لجنة الانضباط في اتخاذ عدد من القرارات ضد البلطان ثم فسرتها وتجاهلت عددا من القضايا الهامة مثل تصريح رئيس الاتفاق والحكم الدولي السابق سامي النمري، الأمر الذي جعل الكثير من الرياضيين يطرحون أسئلتهم المنطيقة والشفافة لإبراهيم الربيش (لماذا يسارع في إصدار العقوبات ضد رئيس الشباب ويؤخر العقوبات ضد غيره؟) واضعا بمثل هذا التصرف لجنته في موقف محرج أمام الرأي العام الرياضي المليء بالشكوك وبث الشائعات والتعصب الكبير، لكن هذه الانتقائية السافرة هزمها البلطان في النهائي التاريخي، مسجلا انتصارا لا ينسي ومحققا مجدا له ولناديه ومسددا كل الفواتير القديمة مع منافسه الأزلي الأهلي، فمبروك له اللقب الغالي والفوز في معركته الخاصة ومبروك لشيخ النوادي تفوقه الدائم على منافسيه.