|


سعود عبدالعزيز
الحقيقة ـ أفراح النصر وأفراح الهلال
2014-04-07

مع عبد الرحمن بن مساعد فاز الهلال بلقب الدوري ثلاث مرات، وبكأس ولي العهد خمس مرات، ومرت الانتصارات الهلالية بدون إقامة حفلات ومهرجانات وكرنفالات توثق هذه الإنجازات الكبيرة، وأعتقد أن هذا (عيب) هلالي لأن إدارته (فوتت) مثل هذه الفرص المناسبة لتحويلها لعمل رياضي وإعلامي وثائقي تسويقي يعود إليه محبو النادي للاستمتاع به في أوقات الفراغ فالمحافظة على النجاح تقع مسؤوليته على الإدارة وتحديدا المركز الإعلامي الذي عليه طرح الأفكار الجيدة والجديدة والاستماع لأفكار محبي النادي ثم نقلها لصناع القرار.

ـ مع فيصل بن تركي يعيش النصر موسمه الأول مع البطولات محققاً لقب الدوري وكأس ولي العهد، فرجال العالمي استغلوا المنجز بعودتهم المظفرة لعالم المنصات فاستعدوا أفضل استعداد لتوثيقه، ففي ليلة البارحة حول مدرج الشمس ليل العاصمة الرياض لنهار بحضورهم الملفت فرسموا لوحات جمالية في (التيفو) مؤكدين على قدرتهم في الإبداع فخطفوا نجومية المدرجات فصاروا، حديث كل الناس داخل الوطن وخارجه، ليتم توثيق هذا الحدث التاريخي الذي يعتبر أفضل وسيلة لتسويق مكانة وقيمة النادي داخل المجتمع، وهي بالمناسبة خطوة ذكية تحسب لكل النصراويين الذين يعرفون كيف يرفعون شأن ناديهم بأسلوب احترافي وجميل يحسدون عليه.

ـ ليس ذنب النصر أن إدارته وجمهوره ورجاله استغلوا فرصة عودة ناديهم لعالم البطولات بعد غياب طويل فعملوا على رفع قيمة المنجز بالفوز ببطولة دوري عبد اللطيف جميل للمحترفين، فنجحوا في نقل مباراة التعاون الأخيرة من بريدة للرياض لضمان حضور جماهيري أفضل وأكبر خاصة وأن شركة عبد اللطيف جميل العملاقة والرائدة في عدة مجالات ومنها المجال الرياضي وعدت بتقديم فقرات حفل على أعلى طراز وقد نجحت بالفعل فمباراة المتصدر مع سكري بريدة شهدت استعراض تاريخي زادها جمال الحضور الجماهيري الباهي لعشاق فارس نجد.

ـ إن الفارق بين النصر والهلال عند تحقيق البطولات أن النصراويين يوثقون أفراحهم وأن الهلاليين يفوتون الاحتفال بالمنجز ثم يوجهون سهام انتقاداتهم للمنافسين أو يسخرون منهم ويستهزئون بهم في أسلوب يتنافى مع الروح الرياضية والمنافسة الشريفة، فالنصراويون لم يمنعوا الهلاليين من إقامة الاحتفالات والكرنفالات والمهرجان فالعتب من المفروض أن يأتي من جمهور الأزرق ضد إدارة ناديه التي عليها أن تتعلم من أخطاء الماضي وأن تستفيد من الأفكار التي يطرحها المشجع النصراوي ونفذت على أرض الواقع فليس عيباً أن تستفيد من دروس الماضي أو من مدرج النادي المنافس فجمهور الشمس في هذا الموسم كان نجما فوق العادة ونال الإشادة من كل الرياضيين.

ـ وأخيرا أقول إن التنافس بين الهلال والنصر له مذاق خاص لوجود كامل الأدوات المحركة لهذا التنافس الشرس والطويل فالناديان يملكان قاعدة جماهيرية عريضة ويحتلان مساحة واسعة وشاسعة في وسائل الإعلام ويضمان أكثر الشخصيات إثارة للجدل وللنجومية على الأصعدة الإدارية واللاعبين، ولهذا سجلت عودة النصر لعالم البطولات والمنافسة عليها حراكا مثيرا داخل الوسط الرياضي وخارجه وكانت له إيجابيات عديدة وسلبيات كثيرة وهذا أمر معروف ومتعارف عليه في كل بلدان العالم فالتعصب وبث الشائعات والترويج للأكاذيب من أهم عيوب الرياضة فالفريق الخاسر دائما يلجأ لبث سموم تعصبه ضد الفريق المنتصر للتقليل من انتصاره والتشكيك به لتفريغ شحنات الانكسار وهذه ثقافة لن نستطيع التخلص منها لأنها ثقافة دولية فشلت كل الأنظمة من السيطرة عليها ليخسر كل من رفع شعار المثالية قضيته أمام رموز التعصب والشتم الذين تحولوا لأبطال في مدرجات أنديتهم رغم أنهم جبناء مع سبق الإصرار.

إلى اللقاء يوم الجمعة المقبل،،،