خسارة النصر من الهلال في الدوري ثم الهزيمة من الشباب في كأس الملك، جاءت نتيجة لأخطاء فنية (بحتة) ارتكبها كارينيو، فالرجل أشدنا به عند النجاح وعلينا انتقاده لحظة الفشل فهو لم يختر المنهجية المناسبة لحسم لقب دوري عبد اللطيف جميل، ولم يوفق في وضع اللاعب المناسب في مكانه الصحيح فحدث السقوط المدوي في الديربي بالأربعة، وفي مباراة الشباب الذي شهدت وداع الفريق الأصفر للبطولة الأغلى فقد كانت الكوارث التدريبية المرتكبة لا حدود لها فبدأت بمسلسل الإجازات الطويلة ثم السماح للاعبين بالسفر البعيد والموافقة على إقامة حفلات الزفاف وسط الموسم وعدم ترتيب مباريات ودية تعيد تجهيز الفريق لمباراة الشباب الصعبة ثم أكملها الأوروجواني بسوء اختيار القائمة الأساسية، فأشرك عوض خميس وربيع سفياني ومحمد عيد بدلاً من مراد دلهوم وجمعان الدوسري وعبد الرحيم جيزاوي أو خالد الزيلعي أو عبدة عطيف أو محمد نور، وعندما تقدم الشباب بهدفين، حاول تعديل الأسلوب وإشراك بعض البدلاء لكن البداية الخاطئة في التشكيل جعلت الخيارات صعبة والعودة مستحيلة فكان الخروج مستحقاً والبركة في (تخبطات) كارينيو الذي يبدو أن الغرور بات مسيطرا على تصرفاته بعد سلسلة النجاحات التي حققها في الدوري وفي مسابقة كأس ولي العهد وكأنه بذلك يريد تكرار تجربة البلجيكي برودوم مع الشباب.
ـ من تابع مباراة الشباب والنصر يشاهد التفوق الفني الهائل لصالح نجوم ليوث العاصمة الذين كادوا أن يسجلوا أكثر من هدفين فلولا سوء الطالع الذي لازم البرازيلي رافينها وسعيد الدوسري لخرجت شباك العنزي مليئة بالأهداف وأعتقد أن ذلك يعود للمنهجية الرائعة التي اتبعها عمار السويح الذي نجح في إعادة ترتيب الأوراق الفنية بعد الخسارة الكبيرة من النهضة، لينجح من الفوز على الاستقلال الإيراني في دوري أبطال آسيا ثم يقصي النصر من كأس الملك، والخبير التونسي كان موفقاً في اختيار عناصر الفريق والأسلوب واحترم الفريق المنافس لينجح في رد الاعتبار مستوى ونتيجة ويؤكد أن الليث قادر على تجاوز أصعب الظروف مهما بلغت درجة قسوتها.
ـ من المؤكد أن جماهير النصر بدأت تشعر بالقلق على فريقها بعد الاهتزاز الكبير والواضح على صعيد النتائج والأداء الفني وأصابها (الهلع) الخطير من إمكانية ضياع لقب الدوري قبل ثلاث جولات من نهايته وذهابه للمنافس الهلال وبالتالي ضياع (حلم) ظل ينتظرونه لعشرين عاما خاصة وأن الفريق تنتظره مباريات من العيار الثقيل مع الاتحاد والشباب والتعاون، وهذه اللقاءات الهامة تحتاج لاهتمام إداري وفني مرتفع للمحافظة على المكتسبات التي تحققت في الأشهر الماضية.