|


سعود عبدالعزيز
ديربي من كوكب آخر
2014-02-24

خطف ديربي النصر والهلال كل الأنظار داخل الوطن وخارجه بعد أن قدم نجوم الفريقين مباراة ممتعة عامرة بالجهد البدني وغنية بالأهداف والفرص الضائعة والمثالية الجميلة والروح الرياضية الرائعة التي ظهرت في العديد من اللقطات وأبرزها احتضان فيصل بن تركي للكابتن سامي الجابر بعد نهاية اللقاء مباركاً له الفوز من دون أن ننسى العناق الحار بين كارينيو وحسين عبد الغني مع مدرب الهلال، كل هذه الصور الخلابة التي تشرف الرياضة السعودية كانت تحت أنظار أكثر من 50 ألف مشجع من أنصار العملاقين الذين استمتعوا بديربي وكأنه حضر من كوكب آخر، فعندما تجتمع كل هذه المزايا والصور الحضارية في لقاء مصيري يحدد لقب بطولة أقوى دوري عربي، فإن الرياضي المؤمن بالمنافسة الشريفة يكون في قمة سعادته فالهلال والنصر تقابلا ثلاث مرات هذا الموسم، حضر مبارياتهما أكثر من (160) ألف متفرج، وشاهدها خلف شاشة القنوات الرياضية الملايين هذا العدد الضخم يكشف أن العالمي والزعيم تنافسهما له طعم ومذاق خاص.

ـ من المؤكد أن المباراة حفلت بالإثارة والتي لم توقفها إلا صافرة الحكم الإيطالي المهزوز ومساعده الثاني (الغشيم) لكن هناك أخطاء فنية كثيرة وقعت من الجانب النصراوي الذي دخل المباراة وهو يحتاج لنقطة التعادل على أقل تقدير ليعلن رسمياً فوزه ببطولة الدوري وأعتقد أن أبرز عيوبه الفنية افتقاده لعنصر المفاجأة فقد أشرك مدربه نفس العناصر واتبع نفس المنهجية التي فاز بهما على الهلال في لقاء الدور الأول ونهائي كأس ولي العهد وهذا الأسلوب المكشوف لا يمكن تكراره للمرة الثالثة وضد فريق يريد رد الاعتبار في الوقت الذي خاض الهلال المباراة بأسلوب مختلف فحضر ياسر بشكل غير متوقع فهز القناص شباك شيخ الحراس العنزي مرتين في النصف ساعة الأولى، ليخرج الهلال متفوقاً في الشوط الأول وتوقع كل المشاهدين أن كارينيو وفي غرفة تبديل الملابس أن يسارع بإشراك يحيى الشهري ومراد دلهوم بدلا من محمد نور وعوض خميس للاستفادة من الأول في صناعة اللعب ومساندة الثاني لغالب في النواحي الدفاعية لإعادة التوازن في تركيبة فريقه خاصة وأن مرمى عبد الله العنزي انكشف لهجوم الهلال نظرا لكثرة الكرات الخاطئة التي نجح سلمان الفرج في استخلاصها وتحويلها لهجمات مرتدة، لكن النصر استمر في الشوط الثاني بالأسماء التي دخل بها اللقاء ولم يستثمر طرد الفرج، في المسارعة بإشراك يحيى ودلهوم فجاء الهدف الثالث (القاتل) من كرة مرتدة مثالية قادها الثلاثي الزوري نيفيز وناصر الشمراني أسكنها الزلزال في مرمى العنزي، ثم جاء الهدف الرابع للبرازيلي نيفيز بطريقة مماثلة، ليعود النصر للهجوم الضاغط ويسجل هدفين من السهلاوي و إلتون الذي أضاع فرصاً عديدة كانت كفيلة بمعادلة النتيجة أمام مرمى فايز السبيعي الذي لعب مباراته الأفضل في مسيرته الاحترافية مع الزعيم.

ـ وأخيرا أقول إن الديربي كانت النواحي الهجومية في أفضل حالاتها وغاب الدور الدفاعي تماماً عنها، ولهذا حضرت الأهداف والفرص الضائعة المتتالية التي كان معظمها للنصر ومعها حضرت الإثارة والتشويق طوال دقائق المباراة، فمبروك للهلال ولمدربه وحظ أوفر للنصر وشكرا لهما ولجمهورهما على ما قدموه من مستوى فني رفيع وخلقي مشرف، وهكذا يؤكد الناديان أن تواجدهما معا في المنافسة كفيل بتواجد الزخم الإعلامي والجماهيري الذي ينقل المسابقات الكروية من حالة الضعف والهوان للقوة والشراسة، فدوري هذا العام من الناحية الفنية والحضور الجماهيري هو الأقوى خلال السنوات العشرين الماضية فعودة النصر النادي الجماهيري الأول مثل ما تقول الإحصائيات الصادرة من الجهات الرسمية زاد من حجم المتابعة.