ـ عنوان مقال اليوم الجمعة استحضرته من أحد التصريحات الشهيرة للمدرب اليوغسلافي الراحل بروشتش الذي اكتشف موهبة الأسطورة ماجد عبد الله وصنع جيل النصر الذهبي في نهاية السبعينات من القرن الميلادي الماضي، فقبل إحدى المباريات حيث كانت الأفضلية الفنية لصالح الفريق الأصفر، تم سؤاله عن إمكانيات فوز فريقه بسهولة فرد قائلا إنه يخاف على النصر من كثرة الترشيحات، فالفرق الأقل مهارة وخبرة تضاعف جهودها بالخروج بأفضل النتائج من أجل تسجيل مكاسب إعلامية وجماهرية وتاريخية، فتستغلها بتحقيق نتائج مبهرة لاتنسى.
ـ حديث اليوغسلافي الراحل له سيناريو في نزال النصر هذا المساء أمام الفيصلي المهدد بالهبوط لدوري ركاء، فالعالمي في هذه الفترة يعيش أفضل مراحله الفنية، فهو متصدر الدوري والفائز بكأس ولي العهد يوم السبت الماضي بعد تجريده لمنافسه الهلال من اللقب، وهذه الظروف الرائعة والمعنويات العالية لاتعني أن فارس نجد سيحصل على النقاط الثلاث لحظة حضور الثقة الزائدة والغرور والغطرسة وعدم احترام عنابي سدير قد تقع الفأس في الرأس، فالفيصلي فريق كبير وخطير وصعب المراس، فاز على الاتحاد ذهابا وإيابا وتعادل مع الأهلي على ملعبه وخسر بصعوبة شديدة من الشباب والهلال وهذا يؤكد أنه فريق على درجة كبيرة من الخطورة ولايقبل الخسارة بسهولة مهما بلغت درجة قوة المنافس، فالروح القتالية عند نجومه تقلص الفوارق الفنية بينه وبين منافسيه.
ـ من المؤكد أن نجوم النصر وجمهوره يعرفون ويتذكرون أكثر من غيرهم المواقف الجيدة التي يقفها الفيصلي في المباريات التي تجمع الطرفين وقد كسب عنابي سدير العديد من المواجهات وتعادل في البعض منها ولم يتعرض لخسائر كثيرة من فارس نجد في اللقاءات الماضية، لكن النصر الحالي تغير من الناحية الفنية بعد أن نجح كحيلان في استقطاب مدرب بارع وذكي والتعاقد مع نجوم محليين على درجة عالية من الموهبة، بالإضافة للتطور الهائل الذي شهده أداء الحارس عبد الله العنزي وإبراهيم غالب وشايع شراحيلي الذين حضروا من الفئات السنية.
ـ إن مباراة هذا المساء تمثل منعطفا مهما للنصر والفيصلي، ففوز العالمي سيعزز من صدارته للدوري قبل النهاية بخمس جولات وتزيد من الضغوطات النفسية على ملاحقه الهلال وتعيد الفيصلي لدوامة الخوف والهلع من الهبوط لمصاف دوري الدرجة الأولى، وفوز الفيصلي سيجعله يثبت أقدامه في المنطقة الدافئة والتعادل (تعاثر) ستكون فائدته لصالح المنافسين أكثر من النصر والفيصلي، ولهذا فإن مدربيهما مطالبان بانتهاج الأسلوب الهجومي لحسم نتيجة اللقاء في وقت مبكر لضمان التغلب على المتقلبات التي قد تحدث أثناء سير المباراة الحاسمة.
ـ و أخيرا أقول إن النصر يملك الأدوات الفنية التي تجعله يخرج فائزا ولكن هذا التوقع مشترط بأمور عديدة أهمها خوض اللقاء بجدية كاملة دون استهتار ودون النظر لما فعله المنافس الهلال أمام الشباب، فنجوم العالمي قادرون على رسم الفرحة على شفاه محبيهم في المدرجات الذين يستحقون هدية لقب الدوري، فجمهور الشمس كان نجما فوق العادة في هذا الموسم بلوحاته الجميلة في (التيفو) الذي يقدمه في كل مباريات الفريق، ومدرج العالمي جدد وعده للرياضيين بتقديم (تيفو) من نوع مختلف في مباراة الفيصلي ستكون مفاجئة للحاضرين والمتابعين من خلف الشاشة، وأعتقد أن مثل هذا الدعم الجماهيري الهائل والمستمر يحتاج لمواصلة سلسلة الانتصارات حتى يتحقق الحلم بالجمع بين اللقبين وهو طموح مشروع لكل نصراوي بعد أن نجح بن تركي في صناعة فريق (يبيض الوجه)، فهل يعزف نجوم الفارس لحن البطولة في مرمى منصور النجعي أم يكون لرجال فهد المدلج رأي آخر؟