سؤال مهم يطرح كثيرا عن علاقة الإعلام الرياضي بالعنف في الملاعب، وهل هو شريك في المسؤولية لما ينتج من أحداث ومشكلات في الملاعب الرياضية؟ وهل متابعة الجمهور الرياضي للإعلام الرياضي من صحافة وإذاعة وتلفزيون وغير ذلك ومايبث أو ينشر فيه من تحليلات ومقالات وعناوين قد تسهم في التحريض على العنف تجاه الخصم؟ ولكن قبل هذا السؤال دعونا نورد أمثلة لحوادث ومشكلات في الملاعب الرياضية أدت إلى وفيات وإصابات ستظل علامة سوداء في تاريخ الرياضة في العالم.
ومن ذلك مقتل 630 مشجعاً في إحدى مباريات كرة القدم بعد إلغاء الحكم هدفاً بداعي التسلل لمنتخب بيرو لصالح منتخب الأرجنتين خلال تصفيات أولمبياد طوكيو 1964 نتيجة شغب منتخب بيرو.أما في عام 1966 ..فقد انتحر 12 مشجعاً برازيلياً حزناً على خروج منتخبها من التصفيات النهائية لبطولة كأس العالم عام 1966... وفي عام 1983 هجمت جماهير كرة القدم في إنجلترا على الشرطة في إحدى المباريات وأدى ذلك لإصابة اثنين من رجال الشرطة و38 شخصاً واعتقال 202 لاتهامهم بالشغب، وفي عام 1985 وقعت مأساة ملعب هيسيل في العاصمة البلجيكية بروكسل أثناء المباراة النهائية لدوري الأبطال في أوروبا بين يوفينتوس الإيطالي وليفربول الإنجليزي، حيث قتل39 مشجعاً بينهم 32 من مشجعي يوفنتوس كما أصيب أكثر من 600 آخرين نتيجة اقتحام جمهور الفريق الإنجليزي حاجزاً يفصل بينهم وبين مشجعي النادي الإيطالي، وفي عام 1989 قتل 96 مشجعاً من مشجعي ليفربول في مأساة رياضية محزنة سجلت تاريخاً أسوداً في التشجيع الرياضي العالمي، وفي الأربعاء الأول من فبراير 2012 وفي مباراة قدم بين فريقي المصري من بورسعيد والأهلي القاهرة وقعت أحداث وصفت بالمجزرة أو المذبحة في ملعب بورسعيد، حيث قتل 73 مشجعاً ومئات المصابين وكانت هذه أحدث مأساة رياضية وقعت في العالم. وبين تلك الحوادث تكون حوادث الشغب والاعتداءات على السيارات وكسر زجاج المحلات وتحطيم سيارات وحافلات الفريق الخصم والاعتداء الجسدي واللفظي الذي يشكل ظاهرة عدائية قبل وأثناء وبعد المباريات الرياضية.. وللأسف تعددت المشكلات الناجمة من الرياضة ومتابعتها ومشاركة الإعلام في الشحن والتأليب للجماهير الرياضية ومن ذلك العنف اللفظي والقصور في التوعية في الظواهر السلوكية التي انتشرت بين الشباب مثل السرعة والمخدرات والخلافات داخل أفراد المجتمع الواحد وشغب الملاعب واتجاه الصحف والتلفزيون إلى زيادة المبيعات للصحف ونسب المشاهدة للتلفزيون رغبة في زيادة الدخل الناتج من الاشتراكات والإعلانات وكدلالة على تطور اقتصاديات الرياضة هو التوسع في شراء الحقوق في بث المباريات الرياضية والمسابقات العالمية بل إن مجموعة تلفزيون الشرق الأوسط تقدمت بشراء حقوق الدوري السعودي لكرة القدم بمبلغ وقدره مليار ريال لمدة ثلاث سنوات.لهذا ليس الإعلام الرياضي المسؤول وحده عن العنف في الملاعب وإنما النظرة الاقتصادية للرياضة القائمة على الربح وكذلك مكونات التنشئة الاجتماعية وصياغة الفرد والتي تشترك فيها الأسرة والمدرسة والمسجد والمجتمع والإعلام أيضا، ولهذا لا يكون الإعلام وحده المسؤول عن العنف في الملاعب الرياضية.