|


سعود عبدالعزيز
مطرف آخر الحكام الشجعان
2014-01-02

يعيش نادي الهلال موسمه الثالث في مسابقة الدوري من دون أن يحصل أحد عناصره على البطاقة الحمراء من الحكام المحليين، الذين قادوا مبارياته، وكان آخر لاعب هلالي نال البطاقة الحمراء هو الكابتن سلمان الفرج في مباراة فريقه أمام التعاون التي قادها الحكم الدولي (المتقاعد) مطرف القحطاني ومعها أجبر على ترك سلك التحكيم بعد أن قال بعض الهلاليين إن هناك ضربة جزاء لنواف العابد لم تحتسب في اللحظات الحاسمة، لتنطلق بعدها الاعتراضات الزرقاء لتصل لمنزل مطرف، من دون أن تنال عقابها المستحق، فالعقوبة هذه المرة وقعت ضد الحكم على غير العادة، فلك الله يا أبا محمد.

ـ مغادرة أو إجبار (بلدياتي) ابن الدلم مطرف القحطاني على مغادرة سلك التحكيم كانت بمثابة الرسالة غير المباشرة من لجنة الحكام أن الأخطاء ضد الأندية عقوبتها الوقف المؤقت والقصير وعقوبة الخطأ ضد الهلال ثمنها الطرد والإبعاد من التحكيم وقد (فهم) الحكام المحليون الرسالة جيدا فزادت مجاملة الفريق الأزرق أكثر وأكثر.

ـ لا أدري لماذا تذكرت غياب الكرت الأحمر عن الإشهار للعناصر الهلالية للموسم الثالث على التوالي وأنا أشاهد تقريرا قدمه المذيع السعودي اللامع بتال القوس في برنامجه الجماهيري (في المرمى) عن المدافع البرازيلي رودويجو سيلفا وفيه كشف التقرير خشونته وحصوله على البطاقات الملونة مع فريقه السابق، مما يعني أن احترافه في الهلال سيكون بمثابة الاختبار الجاد للحكم السعودي، وهل فعلا لا يملكون الشجاعة في تطبيق القانون على نجوم الفريق الأزرق وهي الشجاعة التي دفع ثمنها مطرف القحطاني مستقبله التحكيمي.

ـ من المؤكد أن حادثة مطرف القحطاني أحدثت (انقلاباً) في مفاهيم لجنة الحكام، فقديماً قالوا في الأمثال (السعيد من اتعظ بغيره) ولهذا زاد خوف الحكم المحلي من السطوة الهلالية أكثر من الماضي بعدة مرات وبمراحل بعيدة فشاهدنا الهلال يخوض أكثر من (55) مباراة في مسابقة الدوري من دون أن يحصل أحد لاعبيه على البطاقة الحمراء في الوقت الذي ينال نجوم كل الأندية صغيرة وكبيرة الكرت الأحمر ومن دون خوف أو تردد وهذا الأمر لا يدعو للتفاؤل ولا يعزز للمنافسة الشريفة.

ـ في مباراة الأهلي والهلال خرج المدرب البرتغالي بيريرا غاضباً من مجاملة التحكيم للفريق المنافس وتوزيعه للبطاقات الملونة لعناصر القلعة وفي مباراة الهلال والاتحاد قال رجال العميد إن عدم طرد المدافع الكوري هوان كان أهم العوامل في قلب النتيجة وخروج الفريق الأزرق فائزا، وأعتقد أن تصريح مدرب الأهلي (الثائر) ورجال الاتحاد يشخص حال الحكم المحلي مع الهلال ويعزز لمقولة إن ما حدث لمطرف درس وعبرة لكل حكم يريد الوصول لأعلى المراتب ومن الواضح أن أعلاها الحصول على إشارة (فيفا) التي سيتم توزيعها في مطلع شهر يناير الجاري.

ـ وأخيرا أقول إن التحكيم المحلي في وضع متردٍ، وفي تدهور مستمر والأندية تعاني منه بعد أن عجز عن التطور، لكن هذا الوضع المأساوي المشاهد للجميع لم يعترف به الكابتن أحمد عيد رئيس اتحاد الكرة الذي جدد الثقة بالحكم المحلي من دون أن يطرح حلولاً لإخراجه من الأزمة التي هو فيها وهذا أمر مزعج لكل الجماهير الرياضية التي تتمنى أن يتطور أداء الحكام للأفضل، لضمان ذهاب الفوز للفريق الذي يستحق ومن دون تدخلات خارجية ومنها التحكيم الذي يتأثر بالحملات الإعلامية والتصريحات الفضائية الهجومية فيهتز الحكم فتقود قراراته الفريق الأقل موهبة ومهارة للحصول على النقاط الثلاث بكثرة أخطائه المتكررة ضد الفريق المثالي وقد شاهدنا مثل هذه الأحداث في المنافسات الداخلية وكان آخرها لقاء الهلال والعروبة عندما تم زيادة الوقت بدون مبرر مقنع ليخرج فخر الجوف خاسراً.

إلى اللقاء يوم الإثنين المقبل،،،