ـ يعتبر الدوري الممتاز لعام 1398 من المواسم الكروية التاريخية في مسيرة نادي الهلال،ففيه كاد الفريق العاصمي الكبير أن يهبط لمصاف أندية الدرجة الأولي ، بعد أن عاش ظروفا فنية و إدارية و شرفية صعبة فقد تدهورت نتائجه و تراجع ترتيبه في سلم الدوري و معها بدأ الحديث و بشكل جاد عن امكانية هبوطه، بعد أن شعر الهلاليون بالخوف و ( الهلع ) من اقتراب وقوع الكارثة التي ينتظرها الخصوم على أحر من الجمر.
ـ في ذلك العام الذي لا يريد الهلاليون تذكر تفاصيله المريرة و يتمنون أن ( يمحى ) من سجلات تاريخهم فقد تقابل الفريقان مرتين الأولي في الرياض و كان الفوز للنهضة بـ (2ـ1) و الثانية في الدمام و فيها تمكن الفريق الأزرق من تحقيق فوز كاسح و غير متوقع فسجل هجومه سبعة أهداف متتالية مقابل هدف للنهضة ، لتكون هذه النتيجة التاريخية ( طوق نجاة ) له من الهبوط ، ليحدث هذا الرقم القياسي من الأهداف زلزالا هائلا في منافسات الدوري يومئذ .
ـ بعد نهاية المباراة المثيرة للجدل بين النهضة و الهلال و التي لم تنقل (تلفزونيا) و التي نزلت نتيجتها مثل الصاعقة على كل المهتمين بالمشهد الرياضي المحلي خرجت الملاحق الرياضية الموالية للفريق الأزرق و غير الموالية ببعض العناوين و منها عنوان ( بعد تحقيق الأهداف السبعة ، هل يثبتون أحقيتهم في البقاء في الدوري الممتاز ) و عناوين أخري عديدة و مثيرة أكثر قسوة و شراسة تنتقد أداء النهضة الباهت و الرقم الذي وصل له عدد الأهداف فهذا العنوان الشفاف الذي سمح لي ( مقص الرقيب ) باستعارته يكشف و يوضح حجم الخطر الذي كان يعيشه الفريق الأزرق قبل فوزه الساحق.
ـ الظروف الصعبة التي عاشها الهلال في عام 1398 تكرر و تعاد فصولها ولكن هذه المرة مع النهضة الذي يعاني من (شبح الهبوط ) و العودة لدوري ركاء فاليوم الجمعة يلعب الفريقين مباراة مشابهه لمباراتهم الشهيرة ، و من المؤكد أن الفوارق الفنية لصالح الهلال ، فالزعيم في المرتبة الثانية و يريد العودة لسكة الانتصارات لخطف الصدارة من النصر ، و النهضة يتمنون كسب النقاط الثلاث لتساعدهم في الهروب من المراكز المتأخرة و الدخول في المناطق الدافئة و البقاء في دوري الكبار للعام الثاني و يتمنون أن تكون مواجهة الهلال بداية الانطلاقة نحو تصحيح الاوضاع
ـ إن لقاء الفريقين سيكتبه المؤرخون الشرفاء برواية أخري،ففوز الهلال متوقع و بفارق جيد من الأهداف لعوامل فنية ، و تعادل النهضة أو تحقيق الفوز أمر مستبعد لكن في حالة حدوثة ، فإن كثيرا من المواقف التاريخية ستعود للظهور و التناول الإعلامي، من جوانب مختلفة و من أهم هذه الجوانب الحديث عن مباراة السبعة الشهيرة التي ما يزال أثارها قائمة على الجسد النهضاوي رغم مرور أكثر من ثلاثين عام عليها لكن ( افرازاتها ) السلبية لم تنته لعمق الجرح الذي تركته، و الذي ما يزال ينزف و لم يستجب للعلاج،فالزمن لم يكن كافيا لنسيان الماضي المؤلم .
ـ و أخيرا أقول إن النهضة لا يمكن لها أن تحدث المفاجأة فالفوارق الفنية واضحة لصالح الهلال الذي يريد له محبوه تجاوز آثار الهزيمة من النصر في لقاء الديربي و من ثم التعادل مع الشعلة في الخرج، لكن مباراة اليوم ستكون تحت المتابعة الدقيقة من أنصار الزعيم و من المنافسين، فعنوان اللقاء العريض ( الهلال و النهضة يكتب برواية اخري ) فهل تكتب فصولا جديدة علي أرضية الملعب الذي كان مسرحا لأحداث مباراة السبعة الشهيرة التي يحاول بعض الهلاليين انكار احداثها رغم توفر أدلة تعزز كلام المنافسين و تؤكد ما ذهبوا اليه .
الي اللقاء يوم الاثنين القادم