في السنوات العشر الماضية أو أكثر(انقسم) المشهد الرياضي والتنافس الكروي بين الاتحاد والهلال، وكان لهذا التنافس المحموم (إفرازات) خشنة خرجت عن مسارها الصحيح، فصار عشاق كرة القدم يترقبون مباريات (الكلاسيكو) فمع نهايته تأتي ردود الفعل المختلفة والتعليقات الساخنة من الطرفين ومن بعض المتابعين الذين لا ينتمون لهما، فعاشت الرياضة المحلية أجواء صاخبة توابعها وآثارها الجانبية التي تضرر منها الاتحاد ما تزال باقية.
ـ الهلال والاتحاد ناديان عملاقان داخليا وخارجيا لهما حضور مميز ونجوم يشار لها (بالبنان) ويملكان قاعدة جماهيرية عريضة وتنافسهما المثير من المؤكد أنه لم ولن ينتهي حتى والعميد يسجل تراجعا في مستواه لكنه بحول الله تراجع (مؤقت) فنموره عائدة، وهذا ما يعمل عليه رجاله المخلصون، ففوزه المستحق والكاسح على الرائد مؤشر لعودته القريبة.
ـ التنافس الأزلي بين الاتحاد والهلال سيكون اليوم الجمعة في إجازة اضطرارية، فكل هلالي سيكون داعما وبصدق لنجوم العميد بالدعاء والدعم والمساندة بأن يكون التوفيق حليفهم والفوز من نصيبهم في مباراتهم ضد النصر المتصدر، فتعطيل العالمي أصبح أمنية زرقاء يتمنى أن يحققها غيره بعد أن أخفق الزعيم في ذلك.
ـ نعم إن أعداء الأمس صاروا أصدقاء اليوم من أجل الإطاحة بالنصر وهذا الأمر واضح لكل نجوم فارس نجد الذين عليهم أن يعلموا أن مباراة الاتحاد تعتبر المباراة الأهم في مشوارهم الكروي فالعودة للرياض بالنقاط الثلاث مطلب ضروري لمواصلة الصدارة التي عادوا إليها من الباب الواسع بعد الفوز على الهلال في الديربي المثير.
ـ مباراة النصر والاتحاد تسبق مباراة الهلال والشعلة بأربع وعشرين ساعة، وهذا الأمر سلاح ذو حدين، فالهلال سيلعب لقاء الشعلة ضامناً لنقاطها الثلاث وهو ذاهب للخرج ليس للفوز بل لتسجيل انتصار كبير، في حين يخوض العالمي مواجهة شرسة وشاقة وصعبة مع العميد صاحب (اليد الطولي) في مباريات الناديين، فالاتحاد وعبر تاريخ لقاءاتهما الطويل دائما يكون صاحب الأفضلية المطلقة ضد منافسة النصر بل إن (الإتي) سجل أرقاما قياسية وصلت لنصف درزن من الأهداف، وكثيرا ما حرم الاتحاد النصر من الفوز وفي أصعب الأوقات.
ـ إن الاتحاد الحالي لا يعاني مشاكل فنية عميقة بل مشكلته مالية، فيكفي العميد فوزه بكأس الملك في العام الماضي وبنتائج ساحقة فكسب الفتح البطل ووصيفه الهلال وثالث الدوري الشباب وفي مباريات الدوري ظهر العميد في بعض المباريات وتحديدا أمام الفتح والشباب والأهلي والرائد بمستوي رائع، ثم علينا ألا ننسى أن الاتحاد ما يزال يقدم النجوم الدولية للمنتخب من سعود كريري لفهد وأسامة المولد وأحمد عسيري فواز القرني محمد أبو سبعان ومحمد قاسم وهداف الدوري مختار فلاته وغيرهم وكل هذه العناصر الدولية ستكون حاضرة في مواجهة الشرائع، وهذا ما يكشف صعوبة المهمة النصراوية بالعودة بالنصر.
ـ وأخيرا أقول إن لقاء الاتحاد والنصر الهام سيكون بداية النهاية لوقف شعار (الأصفرين) المزعوم الذي روج له الإعلام الأزرق لإيهام المتابعين بوجود تكتل بين النصر والاتحاد لإسقاط الهلال ومحاربته، وهي بالمناسبة ثقافة زرقاء (متوارثة) تنتقل من جيل لآخر رغم عدم صحتها، فكل المواقف الماضية أكدت استقلالية كل الأندية وبحث كل ناد عن مصلحته الخاصة، وهذا ما يؤكده دعم الهلال للاتحاد في مباراته ضد النصر، وقبله الاجتماع الشهير الذي جمع إدارة المهندس محمد الفايز بمندوب الهلال لشراء عقد أسامة المولد.
إلى اللقاء يوم الإثنين المقبل،،،