انتصارات الفتح المتتالية والمثيرة والتي قربته من الحصول على لقب دوري زين للمحترفين جعلت كل أبناء الأحساء يساندونه رياضيين وغير رياضيين وكسب تعاطف الكثير من عشاق كرة القدم في كل أنحاء الوطن وخارجه، فالفريق الذي حضر من دوري الدرجة الأولى عام (2009) وصيفاً للقادسية الذي يقاتل للعودة لدوري الأضواء (اقترب) من تحقيق الحلم وزادت حظوظه بعد الفوز على هجر، (بل) البعض نصب رجال فتحي الجبال باللقب فالفريق الأبيض يحتاج حسابياً لنقطيتين من مباريات الأهلي أو الوحدة أو الاتفاق ليتم إعلانه رسمياً بطلا لدوري الملايين متفوقاً على أندية الهلال والأهلي والنصر والاتحاد.
ـ فوز الفتح بالدوري هو انتصار للأندية الفقيرة والمنظمة والمحترفة وهزيمة للأندية الغنية وللفوضى الإدارية والضجيج الإعلامي، فمتصدر الدوري كان خطابه الإعلامي حضاري ومتزن وعاقل، رافضاً التشكيك في الحكام واللجان العاملة باتحاد الكرة تاركا العمل يتحدث عنه ولهذا كان ملف إدارة المهندس عبد العزيز العفالق (نظيفاً) مع لجنة الحكام والانضباط والاحتراف والمسابقات والفنية والمنشطات، فلحظة ارتكاب أخطاء تحكيمية ضده لا تجد هناك حملة إعلامية ضد لجنة حكام، فالقرار يتم التعامل معه على أنه جزء من كرة القدم ولهذا شاهدنا الرئيس وأعضاء مجلس إدارته والجهاز الفني واللاعبين لا يتعرضون للعقوبات، فالجميع متفرغ لخدمة الكيان وهذا نادر الحدوث في ملاعبنا فغاب الفتح عن المشهد الإعلامي وحضر في الملاعب الكروية يقدم المتعة الفنية التي يبحث عنها عشاق كرة القدم وليس هواة الصراخ الفضائي المزعج.
ـ في إحدى مباريات الفتح في العام الماضي تعرض الفريق الأبيض لظلم سافر من حكم محلي وتوقع الرياضيون أن إدارة المهندس عبد العزيز العفالق ستهاجم قضاة الملاعب في القنوات الفضائية وفي كل وسيلة إعلامية لكن هذا لم يحدث فقد اكتفى أبو عمر بتغريدة من خارج الوطن فقال مخاطباً جماهير فريقه (الفتح يعاني من التحكيم للمرة الثانية لكننا نتطلع للمستقبل) فكانت كلمات معبرة معانيها مفهومة عند خبراء الإدارة المالكين لمهارتها وأسرارها وفنونها.
ـ فوز الفتح بالدوري أو اقترابه منه كثيرا يصفه الرياضيون بالمعجزة والحلم، فكيف بفريق لا يملك الخبرة والمال ولا القاعدة الجماهيرية والإعلامية ولا النفوذ الإداري أن يتفوق على أندية تتفوق عليه في كل هذه الصفات، لكنه الطموح والبحث عن النجاح والعمل عليه ومن أجله وقبل هذا وذاك توفيق الله قلص الفوارق فكانت الانتصارات المتتالية التي جعلته لا يخسر الصدارة ويتخطى العقبات والصعوبات في الجولات الثلاث والعشرين الماضية ليصل للنقطة 58 مغردا خارج السرب.
ـ إن أكثر ما يثير الدهشة عند الرياضيين أن الفتح تصدر فرق الدوري بلاعبين معظمهم جاءوا من أندية منافسة تخلصت منهم فرقهم الأصلية لدواع فنية، فتم إعادة صياغتهم عن طريق الجهازين الفني والإداري فتحولوا لنجوم يشار لهم بالبنان (فسبحان الخالق على فتح العفالق)، فتحويل لاعبين محبطين محطمين لنجوم تنافس على لقب الدوري وتتصدره بفارق كبير عن الوصيف تحتاج لعمل إداري وفني ضخم وجاد أهم عوامله المصداقية والوفاء بالوعود وهذا ما هو متوفر في فارس الأحساء الأصيل
ـ وأخيرا أقول: إن الفتح تحول لفريق يحرص على متابعة عامة الشعب السعودي وخاصتهم، فرجال الدولة: الأمراء متعب بن عبد الله، ومحمد بن فهد، وسعود بن نايف متعاطفين معه، وأعلنوا عبر وسائل الإعلام تمنياتهم الصادقة بأن يكون لقب دوري زين للمحترفين من نصيب النموذجي، (كما) أن الكثير من خارج الوسط الرياضي كشفوا عن مساندتهم للفريق الأبيض في مشواره لتحقيق الكأس وتغيير مجرى خارطة المنافسة فكتب الشاعر السعودي عبد الله أبو راشد في كلماته التي قدمها للموسيقار ناصر الصالح الذي أكمل صياغتها لتظهر بصوت الفنان الكبير والشهير رابح صقر ويقول مطلعها (يا يلي قلبت الطاولة أهل الحساء بك يفخرون، الكأس هاته وناوله لأحلى نخل وأغلى عيون، فشكراً لكل من عمل لرسم هذه اللوحة الجميلة والراقية التي أصبحت حديث الأمة).
رسالتي للزلزال ناصر
ـ لا أحد يقلل من قيمة ومكانة وموهبة ونجومية المهاجم الدولي الكبير صاحب الخلق الرفيع ناصر الشمراني، الذي عشقناه وأحببناه للمستويات المبهرة والأهداف الرائعة التي كان يهز بها شباك المنافسين فمنحته لقب هداف الدوري السعودي أربع مرات وساعدته في تحقيق العديد من البطولات مع ناديه الشباب الذي وفر له كل عوامل النجاح من سكن مريح وعقد ضخم ومرتبات مرتفعة وعلاج في أفضل دول العالم عند حدوث الإصابة وأشياء كثيرة الزلزال ناصر يعرفها أكثر من غيره.
ـ نعم أنا وبكل فخر أرتبط بعلاقة ممتازة مع صديقي الغائب الحاضر ناصر الشمراني، لكنني منزعج وقلق جدا على مستقبله مع الشباب، بعد جملة التصريحات التي قالها في الفترة الأخيرة ولأنني من المحبين له ولفنه وموهبته فإنني أقول له ومن باب النصيحة الأخوية إن نادي الشباب كيان باق ولن يتأثر برحيل الأشخاص وكثير من النجوم غادروا (معقل الليوث) لأندية أخرى لكنهم لم يجدوا الأجواء المناسبة فتوقف مشوارهم وندموا على الرحيل والأمثلة كثيرة، فاحرص يا صديقي على مستقبلك وكن مطيعاً لتعليمات الجهازين الفني والإداري واعمل على تأمين مستقبلك ومستقبل أسرتك الكريمة ولا تستمع لكلام (المحرضين الحاقدين) الذين يريدون ضرب علاقتك بناديك، متمنياً أن تستمع لكلمات صديقك البعيد فقديما قالوا (صديقك من صدقك لا من صدقك).
ما قل ودل
ـ الحكم صالح الهذلول كان النجم الأول لمباراة الفتح وهجر، وكان شجاعاً وهو يحتسب ركلة الجزاء لصالح بدر النخلي.
ـ لو ظهر هجر في مباريات الدوري بالمستوى الفني الذي كان عليه في لقاء ديربي الأحساء لما تعرض لخطر الهبوط.
ـ الهلال لم يكسب الاتحاد في اللقاء الماضي، من هزم العميد رباعي الدفاع المنتشري والهزازي والسعيد والعسيري فقد جهزوا الأهداف للعابد والزوري وياسر.
ـ مدرب الأهلي ليس في مستوى طموحات رجال القلعة، وإخراجه للبرازيلي سيزار في مباراة الرائد يؤكد ذلك.
ـ مباراة الهلال والاستقلال سيكون لقاء من العيار الثقيل، رسالتي للجماهير الرياضية الحضور، بعد أن فقدنا الأمل في حضور جماهير الزعيم لمساندة فريقها.
ـ سلمان القريني باق مديرا للأخضر وعلى المتضرر البحث عن مكان آخر بعيدا عن منتخب الوطن، يستاهل أبو حمد.
ـ الصحافة البريطانية تضع ماجد أحمد عبد الله ضمن أساطير كرة القدم، لا جديد يا ماجد الأماجد.
ـ الدكتور محمد باريان قال للرياضيين قنوات الوطن لكل أبناء الوطن، شكراً يا أبا عمر.
ـ هناك رجال في الفتح يستحقون الشكر منهم المهندس سعد العفالق وأحمد الراشد ومحمد السليم وخالد السعود والكثير من أبناء النموذجي، فشكرا لكل من صنع نجومية الفريق البطل.
ـ خسارة جولة لا تعني خسارة المعركة وإن غداً لناظره قريب.
إلى اللقاء يوم الجمعة المقبل.