|


سعود عبدالعزيز
تعصب الهلال والنصر.. إلى أين؟
2013-03-15

تعيش الكرة السعودية أزمة رياضية خانقة (صنعتها) عدة أطراف إدارية وشرفية ورجال الصحافة والإعلام لتصل للجماهير التي تحرص على مشاهدة البرامج الرياضية اليومية أكثر من المباريات لمتابعة آخر القضايا البعيدة عن الجوانب الفنية فتحولت الإثارة خارج الملعب بعد أن غابت عن الميدان وهو نجاح كبير يسجل للمتعصبين الذين هزموا كل من يحاول إعادة المنافسة للملاعب الكروية. ـ في الأسابيع الماضية زادت المواقف التي تؤكد سيطرة المتعصبين على المشهد الرياضي وتحديدا عند الهلال والنصر، فهذا الأمين العام للمنشطات يشغل الرأي العام بقضية كان يمكن السيطرة عليها بقليل من الهدوء والحكمة مع حسين عبد الغني الذي وصف بدر السعيد بالهلالي، فبدلا من غض الطرف عن الموضوع راح الأمين العاشق للأضواء والشهرة بشكل جنوني يصب الزيت علي النار ولأكثر من شهرين مطالبا بالتحقيق مستشهدا برئيس الأهلي الأمير فهد بن خالد ومطالبا لجنة الانضباط بمعاقبة قائد النصر ومؤكدا في (ادعاءاته) أن عبدالغني قد قال إن لجنة المنشطات تنفذ توجيهات الأمير خالد بن عبد الله، وهو اتهام خطير نفاه رئيس الأهلي في شهادته المكتوبة لتسقط بعدها ورقة التوت وتنكشف الحكاية المفبركة، لكن لجنة الانضباط عاقبت قائد النصر بالغرامة وتركت بدر السعيد ورئيسه الدكتور صالح القمباز بدون عقاب وهي بهذا القرار المجحف تكيل بمكيالين وتغتال العدالة حيث تجاهلت شهادة المواطن رياض المزهر. ـ حادثة السعيد (الملفقة) لم تكن الوحيدة التي زادت من الاحتقان والتعصب بين المعسكرين الأصفر والأزرق فهناك حادثة المشجع الهلالي الذي اعترض طريق حسني عبد ربه بعد نهاية المباراة النصر والهلال في نهائي كأس ولي العهد ثم قام بإرسال العديد من العبارات الغير لائقة ضد النجم المصري الخلوق ولم يكتف بذلك بل قام بتصويره و(بثه) على موقع اليوتيوب، الأمر الذي يجعلنا نقول إن حسني عبد ربه تعرض لـ(كمين) هلالي فهناك عدد من الأسئلة تتطلب أجوبة مقنعة منها، كيف وصل المشجع الهلالي وأصدقاؤه لمكان ليس من حقهم الوصول إليه ثم قاموا بالتصوير، وهل حصلوا على دعم من شخصيات نافذة. ـ جماهير الهلال واصلت استفزازها لنجوم النصر فانتقلوا من الملاعب للأماكن العامة فأحدهم وجد المهاجم اليوناني خرستياس في أحد المطاعم الراقية وقام بتصويره وطلب منه أن يقول باللغة العربية مستغلا عدم إجادته لها (أنا توهيقة) ثم قام هذا المشجع الهلالي المتطفل و(الملقوف) بنشرها على مواقع اليوتيوب في تصرف أقل ما يقال عنه إنه غير محترم. ـ هذه الاستفزازات الهلالية رد عليها الجمهور النصراوي وعلى لسان لاعب الريان يونس الذي قال إن جماهير النصر حضروا لمقر إقامة الفريق القطري معلنين دعمهم الكامل للريان في مباراته أمام الهلال في دوري أبطال آسيا ولا أظن أن النصراويين سيكتفون بذلك فالحرب القائمة بينهما اشتدت وزادت شرارتها وستحرق الجميع إذا لم يتدخل العقلاء في التهدئة وحرص كل رجل على أداء دوره بكل روح رياضية مغلباً المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، كما أن رجال الإعلام والصحافة عليهم دور كبير ومهم وحاسم في تحسين العلاقة بين منسوبي الناديين بإبعاد المتعصبين وتعزيز دور المثاليين الذين أصبحوا اليوم يسبحون ضد التيار فقد (ضاقت) فرصهم في الظهور في وسائل الإعلام وسيطر (المهاطية) على المشهد الإعلامي بدواعي كسب المشاهد والمسوق والمعلن (فبئس) المكاسب (وبئس المهايط). الفتح وبس ـ في زمن الفوضى والصراخ والضجيج الفضائي اليومي، حضر الفتح بثقافة جديدة وحضارية فتربع على صدارة دوري زين للمحترفين مقدماً عدة دروس لمن أراد النجاح فالخطاب الإعلامي للنموذجي رائع ومحترم والعمل الإداري احترافي، فالمدرب فتحي الجبال ونجوم الفريق يقدمون كل ما يملكون من أجل تحقيق الإنجاز والإعجاز بالحصول علي اللقب للمرة الأولى من دون البحث عن بطولات في وسائل الإعلام فقد تركوها لأصحاب المركز الثاني فما دون، فهل نتعلم من دروس الفتح لنفهم لماذا تحرص الشعوب والحكومات على تنمية الرياضة والاهتمام بها؟ فهي فروسية ومنافسة شريفة وتعارف بين الناس. ما قل ودل ـ المسافة بين الرياض و طوكيو وهما من قارة آسيا تتطلب طيراناً يزيد عن (16) ساعة متواصلة، وبين الرياض والقاهرة وهما من قارتين مختلفتين تتطلب طيراناً قصيرا، ومع هذا أنظمة الاتحاد الدولي تمنح النجوم الدولية إجازة أكثر من المشاركة في مباراة بين الرياض طوكيو وهناك أمثلة عديدة، بعض أنظمة (فيفا) لا تراعي مواقع الدول الجغرافية. ـ رئيس الهلال ورئيس اتحاد الكرة من حقهما البحث عن النجاح، لكن عليهما إيجاد حل لجدولة الدوري بعيدا عن تأجيج الوسط الرياضي. ـ كلام قائد المنتخب السابق فؤاد أنور عن ضم النجم عبد الله عطيف في مباراة الصين ثم استبعاده عن مباراة إندونسيا اتهام خطير. ـ عبده برناوي، أسامة عاشور، محمد شريفي، بدر النخلي عاشوا في النصر سنوات من دون بطولة ومع الفتح اقتربوا من تحقيق طموحاتهم، فتش عن السبب. ـ من حق الجماهير الاتفاقية أن تشاهد رئيساً لناديها غير عبد العزيز الدوسري. ـ في مباراة الشباب والجزيرة عاد ليوث العاصمة بتعادل ونقطة وعززوا موقفهم في بلوغ الدور الحاسم، الشباب كان قادرا على تحقيق الفوز (لو) استمر تيجالي الذي قدم مجهودا خارقا مع دخول الزلزال ناصر لكن المدرب برودوم أخرجه في قرار تحفظ عليه خبراء كرة القدم. ـ قضية إيقاف الحارس الدولي فهد الثنيان لا يمكن أن تنتهي بوقفه الطويل، فاللاعب الخلوق أكد براءته من التهمة التي وجهها له الحكم سامي النمري. ـ رئيس النصر قال إنه دعم ناديه بـ(140) مليون ريال وهو تأكيد لما كتبنا في الأسبوع الماضي أن النصر صرف في السنوات الأربع الماضية أكثر من نصف مليار ريال من دون أن يدخل في قائمة الأبطال، راحت فلوس العالمي. ـ كان الاتحاد مع منصور البلوي وعبد المحسن آل الشيخ يقيم معسكراته في أوروبا ويتنقل عبر الطائرات الخاصة بين دول العالم، ومع مغادرتهما (سمحت) الإدارة لسمسار خليجي بالتكفل بمعسكر في الكويت، الزمن غدار. ـ كل من شاهد مباراة برشلونة وميلان، قال إن ليونيل ميسي جاء من كوكب آخر. إلى اللقاء يوم الإثنين المقبل.