كان يوم السبت الموافق (10 جمادى الأولى لعام 1420) المصادف 21 أغسطس 1999م (من الأيام المفصلية في حياة الحركة الرياضية السعودية فقد بثت وكالة الأنباء السعودية (خبر) وفاة الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الذي انتقل للرفيق الأعلى (إثر) نوبة قلبية ألمت به رحمه الله ليخسر المجتمع الرياضي وغيره رجل الدولة الذي (وهب) وقته وماله وجهده وصحته لأبناء وطنه، فكان (نعم) المسؤول، الذي شرف شباب الوطن في كل المحافل الداخلية والخارجية، بفضل من الله ثم بما يملكه من أدوات إدارية اتفق عليها كل من تابع مسيرته المليئة بالإنجازات (المشرفة) ليطلق العلامة حمد الجاسر -غفر الله له- عبارته المعروفة في حضرة الدولة بأنه (أمير الشباب وراعي الشيوخ). ـ بزغت شخصية الراحل الكبير عندما نجح في إبعاد إسرائيل من (أسرة) الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في منتصف السبعينيات من القرن الميلادي الماضي، ليفتح هذا القرار التاريخي المجال أمام منتخبات الدول العربية للمشاركة في المسابقات القارية.. وقد شجع هذا القرار سموه لزيادة الاهتمام بالرياضة المحلية ومنها كرة القدم، فتم التوقيع مع شركة البريطاني الشهير (جيمي هل)، ثم مع المدرب العالمي المجري بوشكاش والبرازيلي مانيللي وزاجالو لتطوير المنتخب ليتمكن من بلوغ المحافل القارية والدولية. ـ خطة العمل الطويلة التي صاغها وصنعها فقيد الرياضة والوطن كانت متعددة الجوانب ولم تقتصر على إحضار المدربين وإقامة المعسكرات وتجديد الأنظمة واللوائح، بل رافقها (بناء) المنشآت الرياضية للأندية والكثير من الملاعب ذات الجودة العالية، والتي لا تقتصر على كرة القدم.. وقد ساهمت كل هذه الخطوات الجبارة في نهوض رياضة الوطن، فسجل أبطالنا العديد من الإنجازات التي لا تنسى. ـ لقد عاشت الحركة الرياضية السعودية (ثلاث) مراحل هي: ما قبل فيصل بن فهد، ثم مرحلته رحمه الله، ثم بعد وفاته.. فقبل انضمامه للعمل الرياضي كانت ملاعب كرة القدم ترابية، وملاعب الألعاب المختلفة مكشوفة وخراسانية ومن دون مدرجات.. وتنظيم المسابقات بدائي وضعيف، والمباريات قليلة، ومشاركة المنتخب تقتصر على بطولة الخليج، واللاعب السعودي لا يمكن أن يتطور.. فملاعب: (الصائغ والصبان وساحة إسلام ويعقوب)، لا يمكن لها أن تساعد في الوصول للهدف المنشود، وهو ما تنبه له فقيدنا الغالي منذ السنوات الأولى لتوليه منصب الرئيس العام لرعاية الشباب. ـ كانت الفترة التي تواجد فيها الأمير فيصل بن فهد على رأس الهرم الرياضي السعودي هي الفترة الذهبية لرياضة الوطن.. فموهبته الإدارية وشخصيته (القوية) وذكاؤه الشديد وتعامله مع كل الرياضيين سواسية من دون (فرز) للألوان، وقدرته على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وكذلك امتلاكه للعين الخبيرة في اكتشاف المواهب الإدارية وطموحه الكبير جعله يكون (واحد) من أهم الشخصيات التي نقلت رياضتنا من مرحلة التواضع للتقدم والمنافسة في كل المشاركات. ـ مات الأمير فيصل بن فهد ومعه قال الكثير من الرياضيين بصوت (خافت) إن الرياضة السعودية ستحقق بعض الإنجازات لأنها ستعيش على ما تبقي مما صنعه ومع نضوبها ستعود رياضتنا لما كانت علية قبل (مجيئه)، وكان قولاً فيه الكثير من روح التشاؤم، لكن الأيام والأحداث أكدت أن (قراءة) الرجل الخبير كانت سليمة.. فقد تراجعت رياضة الوطن في كل الألعاب وليس في كرة القدم تراجعاً مخيفاً. ـ وأخيراً أقول وبمناسبة افتتاح معرض الكتاب أتمني أن تكون هناك (كتب) -وليس كتاباً- تحكي قصة مسيرة الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- (المظفرة) ليتعلم منها الجيل الإداري القادم مشوار رجل اتفق الجميع على نجاحه، حيث نقل الكرة السعودية من (مجاهل) الملاعب الترابية للتربع على كأس آسيا والوصول للأولمبياد والمونديال والحصول على كأس العالم للناشئين، واستضافة كأس العالم للشباب والعديد من الإنجازات في القدم واليد والسلة وألعاب أخرى من دون أن ننسي المكانة الإدارية المؤثرة التي كنا نتمتع بها وأعطتنا الريادة والقيادة. أولمبي الهلال ـ فاز الهلال في الجولات الـ(6) الأولى من دوري كأس الأمير فيصل بن فهد فقال الأخ فهد المفرج إن فريقه حصل على العلامة الكاملة وإن أولمبي الهلال في الموسم الحالي يختلف عن الموسم الماضي لكن الفريق الأزرق حصلت له ظروف أضاعت اللقب منه ومن أبرزها (إصرار) المدرب السابق دول وسامي الجابر علي سحب العديد من لاعبي الفريق الأولمبي للفريق الأول ومنهم عبدالله السديري وعبدالله وشافي وسالم الدوسري ورضوان الموسي وحسام الحارثي وسلطان البيشي لتعويض غياب بعض اللاعبين مثل الثنائي المغربي عادل الهرماش ويوسف العربي اللذين تركا الهلال للمشاركة في بطولة إفريقيا للأمم ثم زاد تجريد الفريق الأولمبي من (أدواته) بسحب مدربه للإشراف على الفريق الأول بعد إلغاء عقد الألماني دول كما أن مشاركات المنتخبات السنية (حرمت) الزعيم مثل بقية الأندية من بعض عناصره المؤثرة، فالأهلي مثلاً (غاب) عنه اللاعب الموهوب ياسر فهمي في مباريات حاسمة. ـ إن تصدر الهلال في الأسابيع الأولى من دوري فيصل بن فهد وحصوله على العلامة الكاملة يعود لبعض الأسباب ومنها أن جدول الدوري خدمه كثيراً وأن خسارة اللقب في الأسابيع الأخيرة ليس بسبب التحكيم الذي أعدنا للستينيات الميلادية مثل ما ردد المسؤول الهلالي، بل للمبررات التي ذكرت ومن هنا أقول إن الفريق الأزرق سينهي المسابقة في المرتبة الثالثة خلف الأهلي (البطل) المتوج والاتحاد الثاني والعلم عند الله. إلى اللقاء يوم الاثنين المقبل