|


سعود عبدالعزيز
ماذا لو كان مورينيو هنا؟
2010-12-03
يقود الكثير من المدربين الوطنيين واللاعبين المعتزلين هجمة شرسة لا هوادة فيها في أسلوب غير حضاري وغير مسؤول ضد المدربين الأجانب العاملين مع المنتخبات والأندية معززين في ظهورهم الفضائي اليومي المكثف بثقافة بليدة وسمجة تنادي بطرد المدربين مع أول إخفاق متجاهلين مع سبق الإصرار أن كرة القدم فوز وخسارة الأمر الذي يعطي إشارة بأنهم يبحثون عن مصالحهم الخاصة وليس عن الصالح العام والتأكيد على ذلك أن لغتهم تتبدل وقناعاتهم تتغير عندما يكونون ضمن الأسماء المختارة فيتحولون من الهجوم للدفاع والأمثلة في هذا الجانب كثيرة!
ـ لم أفهم حتى اليوم كيف يطالب بعض المدربين الوطنيين ومعهم النجوم المعتزلين بتطور الأداء الفني للأندية والمنتخبات ولا يؤمنون بثقافة الاستقرار الفني، فعند الهزيمة أو التعادل أو حتى الفوز في أوقات كثيرة تجد الهجوم الشديد ضد المدرب متجاهلين عطاء اللاعب داخل الملعب فهو من يحدد شكل الفريق فهو من يقوم بتنفيذ الخطط والتعليمات التي تدرب عليها يومياً!
ـ في هذا الموسم يقدم عدد من المدربين الأجانب في الأندية والمنتخبات عملاً مميزاً لكن جهودهم يتم التقليل منها بصورة مؤلمة ومريرة جعلت الكثير من الرياضيين الواقفين في صف الحياد يتساءلون من المستفيد من عدة الأطروحات غير اللائقة!
ـ في أحد البرامج الرياضية قام مدرب وطني وأعلن التحدي أمام المشاهدين قائلاً إنه سيعتزل الظهور في القنوات الفضائية إذا حصل الأخضر السعودي على كأس الخليج مبرراً ذلك بتخبطات بسيرو الفنية متجاهلاً شجاعة المدرب البرتغالي في منح الفرصة لكثير من العناصر الواعدة التي قدمت أفضل المستويات لتخرج القيادة الرياضية وتقول إننا كسبنا ما هو أهم من اللقب النجوم الجدد التي ستكمل المسيرة المظفرة للكرة السعودية في قادم الأيام.
ـ بسيرو الذي قدم الأخضر معه مستويات جيدة ولم يخسر منتخبنا منذ أن أشرف عليه يستحق الإشادة وليس مهاجمته والتقليل من عمله بصورة (بشعة) وتحديه أمام كل الرياضيين وغيرهم بهدف التحريض ضده ومن ثم إبعاده فماذا لو خسر الأخضر بالخمسة مثل ما حدث للنادي الملكي ريال مدريد الذي تعرض لهزيمة مذلة من برشلونة وصلت للرقم (5) بحضور المدرب الأغلى والأشهر في العالم؟!
ـ مهاجمة المدربين الأجانب من المدربين المحليين واللاعبين المعتزلين من أهم (أمراض) الكرة السعودية وهذا المرض الخطير والمزمن يحتاج إلى علاج سريع ولكنه سيكون مكلفاً، فالمدربون الوطنيون وجدوا في التحليل الفضائي المكان المناسب حيث يوجد المال والشهرة والأضواء والراحة فتركوا مهمتهم الأساسية، فحضر المدربون من تونس ومصر والبرازيل ورومانيا وأشرفوا على تدريب فرق أندية الدرجة الأولى والثانية وكذلك القطاعات السنية ليضيع مستقبل المدرب الوطني لعدم فهمه لمتطلبات المدرب الناجح!
ـ هناك مدربون وطنيون لديهم الخبرة والكفاءة وحققوا إنجازات كبيرة مع الأندية والمنتخبات وفي مقدمتهم الرمز التدريبي الكبير الكابتن ناصر الجوهر وأعتقد أن من أهم مواصفات تفوقه أنه تفرغ لعمله ولا يحرص على الظهور الفضائي إلا في أضيق الحدود!
ـ لا أدري لماذا يحرص بعض المدربين الوطنيين على الظهور الفضائي يومياً وتحليل المباريات التي تبدأ بـ(4 ـ 4 ـ 2) وتنتهي بـ (5 ـ 4 ـ 1) وهو كلام مستهلك وقديم وعديم الفائدة مفضلاً هذا (الهرج الفاضي) على مهنة التدريب في الميدان (فإذا) كان التبرير أنهم لم يجدوا مكاناً في دوري زين للمحترفين ففرق الدرجتين الأولى والثانية يستوعبهم، فكثير من المدربين العالميين انطلقوا من تدريب الفرق المغمورة واسألوا مورينيو وغيره من المدربين الكبار.
ـ وأخيراً أقول إن النجاح في عالم التدريب يحتاج إلى تضحيات جسام وليس (مطاردة وترزز) في الفضائيات، فالرباعي الأبرز في التدريب المحلي الجوهر الزياني القروني الخراشي قدموا الكثير لرياضة الوطن عبر الأندية والمنتخبات ومسيرتهم يجب الاستفادة منها، كما أود توجيه رسالة لكل المدربين الوطنيين العاشقين للقنوات الفضائية بأن تطور أداء المدرب في مصر يأتي لاحترافه المهنة فحسام حسن يتواجد في الزمالك يومياً ولمدة (12) ساعة فساهمت احترافيته المهنية في تصدر فريقه لمسابقة الدوري والأمثلة في هذا الجانب كثيرة على الصعيدين المحلي والخارجي.
إلى اللقاء يوم الاثنين المقبل