|


سعود عبدالعزيز
الموهبة والأخلاق عنوانها الحارس الأمين
2010-06-25
أعلنت الإدارة الهلالية أن عميد لاعبي العالم الكابتن محمد الدعيع قرر الاعتزال وأن الأمير عبد الرحمن بن مساعد تكفل بإقامة مهرجان تكريم للنجم الكبير يليق بتاريخه العريض المليء بالإنجازات على الصعيدين الفردي والجماعي ليطوي هذا الإعلان رحلة كروية لحارس مرمى اتفق الجميع على موهبته وأخلاقه التي اكتسبها من تربيته ـ الشمالية ـ المليئة بالكرم والشهامة والعطاء.
ـ طوال مشوار أبي عبد العزيز لم يسجل ضده أنه أساء لمدرب أو لاعب أو إعلامي أو إداري أو حتى مشجع سواء للموالين له أو المنافسين فكسب احترامهم فتعاطف معه كل المتعاطين مع المشهد الرياضي بعد أن حول مركز الحراسة من خانة غير محبوبة إلى مركز قادر على خطف النجومية من المهاجمين وصناع اللعب.
ـ عندما يقول شبيه الريح إن ناديه سيكرم الدعيع في شهر يناير المقبل فإن التاريخ الرياضي يقول إن تكريم الحارس الأمين ليس مسؤولية فريقه الحالي فاتحاد الكرة يجب أن يكون له دور في ذلك وأيضا الطائي فالنجم المعتزل قدم أفضل العطاءات مع المنتخبات السعودية ناشئين ـ شباب ـ أولمبي ـ أول، فاللقب التاريخي عام 1989م في أسكتلندا الذي ناله الأخضر الصغير كان الدعيع صاحب دور مؤثر بتصديه لركلات الجزاء في العديد من المواجهات وآخرها النهائي الشهير. أما إنجازاته مع المنتخب الأول فكانت متنوعة وكاملة ولا نقصان فيها، فبطولات الخليج والعرب وآسيا والظهور في المونديال أربع مرات زينت رحلته الرياضية.
ـ مسيرته مع الطائي لم تكن وقتية ولا هامشية فقد أوصله لعدة نهائيات وجعله يخوض منازلات صعبة وحاسمة أمام أندية تتفوق عليه إمكانيات مادية وبشرية لكنه لم يقف أمامها عاجزاً فقد هزمهم وأخرجهم من أهم المسابقات، وعندما أراد أن ينهي رحلته مع صائد الكبار لم يهمل حقوق ناديه الأصلي فقال عبارته الجميلة للرئيس راشد المطيرـ رحمه الله ـ إنه لن يرحل حتى يتأكد أن الطائي كان الكاسب الأكبر.
ـ قلبه الأبيض وحرصه التام على الاهتمام بصحة والده ووالدته ـ رحمها الله ـ كان له دور بارز في نجاح مشواره مع الهلال فتوجها بألقاب لا حدود لها ليؤكد رموز الزعيم أمثال: الأمير نواف بن محمد مهندس صفقة الانتقال والأمراء بندر بن محمد وعبد الله وعبد الرحمن بن مساعد والوليد بن طلال المتكفل بقيمة الصفقة كاملة وعبد الرحمن بن سعيد (شفاه الله) أن الحارس الأمين كان الصفقة الأفضل في تاريخ الفريق منذ أن تأسس قبل نصف قرن، بل إن البعض ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير عندما قالوا إنها كانت الأكثر تأثيراً من الناحية الفنية من صفقة شراء عقد قائد المنتخب البرازيلي عام 1978 الشهير روبرتو ريفلينو!
ـ وأخيراً أقول لأبي عبد العزيز إننا نريدك قريباً من الوسط الرياضي وألا تهجره وأتمنى أن توفق في اختيار المكان المناسب وهذا المكان المناسب أراه من وجهة نظري الشخصية أن تترأس نادي الطائي، فالانضمام للأجهزة الفنية لا يليق بك فجميع الأندية نظرتها للمدرب الوطني غير جيدة والتحليل الرياضي سيطر عليه الإخوة القادمين من الجزائر ـ المغرب ـ تونس والفلسفة الإدارية الهلالية لن تسمح لك بالوصول لمنصب الرئيس وهذه الطموحات ستجدها مع فارس الشمال الذي ينتظر دعمك المالي والإداري لتعيد له أمجاده الضائعة.
إلى اللقاء يوم الاثنين المقبل.