|


سعود عبدالعزيز
الاستثمار الرياضي في خطر
2009-12-25
تعيش بعض الأندية المحلية وتحديداً الاتحاد والنصر والأهلي والهلال في ظروف مالية جيدة بفضل العقود الاستثمارية طويلة الأمد الموقعة مع شركتي الاتصالات وموبايلي، لكن هذه العقود لن يتم تجديدها بنفس المبالغ الفلكية لحظة انتهائها بعد أن أكدت الدراسات التي قام بها خبراء الشركتين أنه يمكن توقيع عقود مماثلة بأرقام أقل وبشروط أفضل.
ـ هذه الدراسة الهامة والمهمة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار من إدارات الأندية الأربعة التي يجب أن تستفيد من المبالغ والمدة المتبقية ببناء بنية تحتية صلبة تهتم بالنشء في كافة الألعاب، ثم إنشاء الملاعب الكافية والمناسبة والتعاقد مع المدربين المميزين، وتوفير السكن والمواصلات التي تعود ملكيتها للنادي لتكون أحد أصوله الثابتة، فمثل هذه النظرة البعيدة ستكون آثارها الجانبية مهمة في مستقبل أي فريق يطبقها، أما تجاهلها والسير في الطريق الحالي بصرف المبالغ الاستثمارية في التعاقد مع لاعب قد ينجح أو يفشل فإن سلبياتها ستكون موجودة على حاضر النادي ومستقبله.
ـ اتخاذ شركتي الاتصالات وموبايلي القرار بتخفيض استثماراتهما في السوق الرياضي لن يكون مفاجئاً للمتابع، فالشركة الناقلة لمباريات الدوري السعودي أعطت إشارات واضحة لإدارات الأندية بأن الأرقام التي تدفعها حالياً لن يكون لها وجود، بعد نهاية العقد الحالي، ويكفي أن يعرف المشجع البسيط أن حفل اعتزال نواف التمياط لم يجد له (ناقلاً) حصرياً بنفس الأرقام التي حصل بها مهرجان ماجد وسامي ويوسف، حيث وصل المبلغ لمليون ريال أو أكثر.
ـ أيضاً انظر للفوارق في أرقام الميزانية بين أندية الهلال والنصر والاتحاد والأهلي التي تملك عقودا إستراتيجية طويلة، ثم الشباب صاحب العقد السنوي الذي يتجدد سنوياً بفضل المجهود الجبار المبذول من رئيسه، المقرون بعلاقته الشخصية، وعقود بقية أندية دوري زين للمحترفين التي لم تستطع توفير راعٍ لها، لكن هذه الفوارق ستتقلص ولن أقول ستختفي بفضل تواجد أعضاء شرف قادرين على الدعم، لكن الدعم الفلكي الذي تقدمه شخصيات أمثال عبدالرحمن بن مساعد وفيصل بن تركي ومنصور البلوي وعبدالمحسن آل الشيخ وخالد البلطان لن يستمر طويلاً، فمثل هذا الدعم يقود لطريق غير محمود العواقب.
ـ أعتقد أن السنوات الخمس الماضية والأعوام الثلاثة المقبلة والتي معها ستنتهي عقود الاستثمار يصنفها البعض بأنها أعوام الطفرة المالية غير الطبيعية للعديد من الأندية، وأن الحالة المالية ستعود لطبيعتها التي يجب أن تكون عليها، ولن تزيد ميزانية أكبر الأندية عن الـ(50) مليون ريال بأي حال من الأحوال، ومعها ستتراجع قيمة تجديد عقود اللاعبين وانتقالاتهم مما يعني انهيار سوق أسهم اللاعبين ليحاكي في انهياره سوق الأسهم، الذي كان ضحاياه كثرة، والمستفيدون منه قلة.
ـ وأخيراً أجدد نصيحتي لإدارات الأندية بأن تهتم بالمستقبل، مستفيدة من السيولة النقدية التي توفرها الشركات الراعية، وأن تتخلص من البحث عن النتائج الوقتية، وأن تكون نظرتها بعيدة سواء استمرت في منصبها أو رحلت، فبناء البنية التحتية الصلبة يعكس انطباعاً عن حسن التخطيط، أما جلب لاعب والتوقيع معه ثم إلغاء عقده فهو هدر للمال وإضاعة للوقت وتراجع في تحسين صوري لأي منشأة رياضية.