|


سعيد عيسى
بدون رائحة ولا لون
2011-10-30
في الوقت الذي ضرب فيه الإعلام الرياضي المثل بجماهير المنطقة الشرقية وتسجيل حضورها المشرف مع المنتخبات الوطنية في مباريات المنتخب السعودي التي تقام بالدمام وقيادتها له بعد ذلك لتحقيق النتائج الإيجابية, وضع هذا الإعلام نفسه في مأزق حقيقي وهو يشاهد الجفاء الذي تمارسه هذه الجماهير مع فريق الاتفاق في دوري زين للمحترفين, وخاصة أن الفريق نجح وبامتياز في تقديم نفسه بصورة جميلة جدا في هذا الموسم وهو يقارع كبار الفرق المحلية قبل أن يعتلي سلم ترتيب دوري المحترفين ( بلا جماهير ), قبل أن يعلن مشاركته في دوري أبطال آسيا 2012, وهو الموقف الذي رسم الكثير من علامات الاستفهام حول جماهير الاتفاق والتي لا تزال غير مقتنعة بأن سلاح الأندية الحقيقي هو جماهيرها، فالاتفاق هو الفريق السعودي الوحيد الذي يلعب ويخوض ويقارع الجميع بلا “جمهور يساند ، ولا مدرجات تؤازر، ولا مبالغ مالية طائلة “ .. مما جعل المسألة تقاس بالعكس تماما لما يفرضه الواقع، وعلى سبيل المثال “فريق النصر الذي يحظى بحضور جماهيري كثيف جدا في المدرجات بينما لا يقدم نصف ما يقدمه الفريق الاتفاقي” مما يعني أن المسألة لم تعد تقاس بمعاييرها الحقيقية، وحتى إن أردنا أن نكشف عن سر الغياب الجماهيري الاتفاقي لن نستطع أن نجد عذرا مقنعا لهذا الغياب سوى أنه “تمرد جماهيري” على العطاء الفني بالملعب وبمعنى أصح أن لاعبي الاتفاق” انتصروا على جماهيرهم” أيضا قبل “أن تنتصر إدارتهم على المال” فهكذا الواقع يقول ، وهكذا المنطق يتحدث، وفي هذه الحالة لن يكون لجماهير الاتفاق أي دور في صناعة القرار الداخلي كما لن يكون لهم أي دور في المطالبة أو الاستنكار أو حتى المشاركة في الأفراح كونهم اصبحوا جماهير “بلا طعم ولا رائحة ولا لون” ووجودهم بات أشبه بعدمه, وأرى أن الإدارة الاتفاقية مقبلة على تحد جديد وفريد من نوعه متمثل في منافسة جماهيرهم, بعد أن زرعت في لاعبيها “صغار السن” ثقافة الانتصار وتحقيق التطلعات دون انتظار المال والجمهور, بعد أن أصبحت المطالبات المتكررة من قبل الرئيس عبد العزيز الدوسري الذي وصف “فريقه في وقت سابق بأنه بلا جماهير”, قبل أن يعود نائبه خليل الزياني ويطالبهم بصرف “أموالهم لدعم النادي بدلاً من المقاهي” نشرت جميعاً في “الرياضية”, عديمة الفائدة ولم تسجل أي تجاوب من قبلهم.