دوري واعد جدًّا، هذا هو العنوان الرئيسي للدوري السعودي الرقم 41، والدوري الرقم 1 لاتحاد الكرة الجديد برئاسة عادل عزت، هذا الاتحاد الذي كان يُنظر إليه أنّه من صنع الرئيس السابق للهيئة العامة للرياضة الأمير عبد الله بن مساعد، وأنه يتظلّل بعباءة هذا الرجل الذي كان يعمل ساعات وساعات في اليوم، ومع ذلك لا تغيب كرة القدم عن اهتماماته وأفكاره ومتابعته الميدانية. ومن هنا كان محبو الأمير عبد الله بن مساعد يضعون أيديهم على قلوبهم، كون الاتحاد العتيد محسوبًا عليه؛ فأي خطأ يبدر من الاتحاد يرتد على الأمير، والعكس صحيح. وللأسف كان لاتحاد الكرة في البدايات هفوات وشطحات، صنّفها بعضهم في خانة الأخطاء الناتجة عن قلة الخبرة..
ولكن ومع بداية الدوري ظهرت الحسنات من عادل عزت ورفاقه، وأرخت بظلال الاطمئنان، وأوحت أنّ الدوري سيكون بمنأى عن أي محاباة أو مجامالات أو تغاضٍ، خاصة بعدما أشهرت لجنة الانضباط سيف العقوبات وكأنّها أوجدت "غرفة التدخّل السريع"؛ فسرعان ما فهم اللاعبون والإداريون أنّه لا تهاون في مخالفة اللوائح والقوانين. وفي هذه العجالة لا بد أن أسجّل لرئيس اتحاد الكرة توسّطه لحل مشكلة ناصر الشمراني العالقة بين ناديّي الهلال والشباب، فأُشبع غروري كوني دعوته في مقال سابق إلى التدخّل ولو بصفة شخصية، لإنهاء أزمة المهاجم العاطل عن العمل وهو الأبرز في المنتخب.
الدوري الواعد جدًّا له دلالات واضحة، لا يبدو أنها ستكون عابرة أو مفاجئة، ولاسيما أننا ما زلنا في ضربة البداية؛ فعلى الرغم من التشويش الذي ضرب معظم الأندية ومازال، وأربك المدربين، بتأخير انضمام عدد من اللاعبين الجدّد إلى صفوف فرقهم، بسبب المشاكل المالية العالقة منذ سنوات، ومعظمها يتأجّج في أروقة لجان الـ"فيفا"، وإن انتفت هذه الأسباب فبسبب عدم الجهوزية البدنية والذهنية.. مع ذلك فقد كانت أرض الملاعب ملتهبة بنتائج كبيرة وبعروض فنية جيدة، وبسقوط كبار أمام واعدين، على سبيل المثال: الاتحاد أمام الباطن، والشباب أمام أحد، وبمقارعة فرق الوسط فرق المقدمة: التعاون أمام الهلال "3-4"، وقبلها الهلال أمام الفيحاء "2-1"، والاتفاق أمام الأهلي "2-1" قبل أن يرد الفريق الجداوي اعتباره بالرباعية أمام الفتح "جريح الرباعيات". ولا نستثني سوى النصر بفوزه الطبيعي على الفيصلي بثلاثية وفي المجمعة. "إلا إذا كان للاتفاق رأي آخر بعد كتابة هذه السطور".
ومن الطبيعي أن يكون للعدد "المتضخّم" للاعبين الأجانب "ستة بينهم حارس مرمى للمرة الأولى"، دور في التهاب النتائج أكثر فأكثر، مع حلول حالة الاستقرار ومع انكشاف بعض المستويات سلباً أو إيجاباً. فحتى الجولة الثانية لم تكتمل الصفوف مرة واحدة، وبعد جولتين بقي أشهر لاعب غير مواطن على دكة الاحتياطي "حارس الهلال العُماني علي الحبسي"، فيما الحارس الآخر المصري عصام الحضري، اللاعب الآخر الأشهر في دوري هذا العام، تحت قيد الاختبار بعدما أنقذ التعاون أمام الفتح من أهداف عدة، وبعدما اهتزت شباكه برباعية أمام الهلال..
والحق يُقال، إنّ دوري المحترفين السعودي لهذا الموسم سيعزّز من مكانة الدوري السعودي كأقوى دوري عربي، ولن يكون التعاون وحده الفارس القادم من الخلف كما قبل موسمين، فانتظروا الفيحاء وغيره.. وإنّ غدًا لناظره قريب!