ربما جاء تصريح الهولندي مارفيك عفويًّا أو مقصودًا، ولكنّه بالطبع طرح رأيًا سلبيًّا في قرار زيادة الأجانب في الأندية السعودية إلى ستة، وذلك حين تحدّث باستغراب عن ثنائي الهجوم في المنتخب السعودي ناصر الشمراني ونايف هزازي "العاطلين عن العمل"، وعدم انضمامهما إلى ناديين جديدين، في وقت تنخرط فرق الأندية في معسكرات خارجية. وفي حين يترقب الجمهور السعودي مباراة منتخبهم أمام نظيره الإماراتي ضمن التصفيات الحاسمة لمونديال روسيا، ولم يتبق سوى شهر على موعد المباراة..
ومع أنّ الموضوع الذي كان أكثر طرحًا في "قرار الستة"، تركز على إسقاط الحظر على الاستعانة بحارس أجنبي للمرة الأولى منذ نظام الاحتراف، فلعمري أنّ المدرّب الهولندي يحذّر من تدني درجة الندرة في المهاجمين المواطنين، إلى التندّر بأنّه كان هناك مهاجمون كبار على مقياس ماجد عبد الله وسامي الجابر وياسر القحطاني وناصر الشمراني ونايف هزازي، وهذان الأخيران قد يصبحان آخر حبتين في العنقود..
ولا يخفى على أحد أنّ كل الأندية قبل قرار الأجانب الستة، كانت تعطي الأولوية في التعاقدات للمهاجمين. ومن الطبيعي الآن أن يتكثّف الأجانب في خطوط هجوم الأندية، طالما أنّ دائرة التعاقد اتسعت، ومن هنا تنطلق صرخة مارفيك الذي ـ كما يبدو ـ ضاقت أمام اختياراته دائرة المهاجمين المحليين، فجاد بالموجود، مع الاعتراف ضمنيًّا من خلال التصريح، بأنّ الجودة غير موجودة، والدليل صفة "العاطلين عن العمل" التي نعت بهما المهاجمَين الأساسييَن في منتخبه الذي ينتظره استحقاق المونديال وتحدي العودة إلى هذا المحفل بعد الغياب عن الموندياليين الماضيين.
قضية ناصر الشمراني ونايف هزازي التائهين منذ فترة لوجهة تقودهما إلى ناديين جديدين، بعدما تخلى عنهما نادياهما الهلال والنصر، واللذين يعتبران قسرًا المهاجمَين الأساسييَن في المنتخب، أعادتني إلى قضية لاعب النصر السابق إبراهيم ماطر، الذي تاه لفترة طويلة في ضبابية مصيره في ناديه بعد اقترابه من سن الثمانية والعشرين عامًا، في حين أنّه كان عنصرًا أساسيًّا في هجوم المنتخب. وقضية إبراهيم تلك، كانت قضية الأسبوع في أولى حلقات برنامجي "قضية الأسبوع" في القناة الفضائية اللبنانية LBC.
والحق يُقال، إنّ مارفيك طرح قضية متعددة الأبعاد، فهو يحذّر من التداعيات السلبية للقرار على المهاجمين المحليين، ويحاول أن يرمي الكرة في غير ملعبه في حال انعكس الوضع الحالي للشمراني وهزازي على نتيجة المباراة، ويسلّط الضوء على طاسة المسؤولية الضائعة بين اتحاد الكرة والأندية، ويوجّه التهديد المبطّن للاعبَين المهاجمَين اللذين تجمع بينهما حالة التنقلات العديدة بين الأندية، فيقعان في محظور عدم الجهوزية، وبالتالي يصبحان بلا نادٍ ولا منتخب!!.