سعيد غبريس
الأحقية والأفضلية للهلال
2017-05-19

الهلال هو الأسرع في العودة إلى لقب الدوري الهارب من بين فرق المقدمة الأخرى، وأبرزها الأهلي بطل الموسم الماضي بعد غياب 32 عاماً، مثله مثل بطل الموسمين قبل الماضي النصر الذي استغرق في سبات عميق سنوات وسنوات، وكذلك هي حال أحد أقطاب الدائرة الضيقة الذين سبق لهم تنازع لقب الدوري السعودي الذي يزداد قوة فنية وقيمة تسويقية وتزايداً جماهيرياً.
فخمس سنوات كانت طويلة على صاحب الرقم القياسي في ألقاب الدوري "14"؛ لذا كانت عودته مظفرة بكل معنى الكلمة، بدليل تحقيقه الأرقام القياسية في هذا الموسم في النقاط والأهداف والانتصارات في موسم واحد، وأكبر النتائج في "ديربي" وفي مباراة واحدة.


وقبل حسم نتيجة نهائي كأس الملك للأبطال، كان الهلال أخذ النصيب الوافر من النجاحات؛ فبالإضافة إلى هذا اللقب المميّز في الدوري، احتفظ بكأس الأمير فيصل، محققاً اللقب العاشر والفوز بدوري الشباب والتأهل للدور الثاني في دوري أبطال آسيا. كل هذا حتى كتابة هذه السطور ـ قبل معرفة نتيجة بطولة كأس الملك ـ مقابل خسارة كأس ولي العهد وكأس السوبر.
الهلال كان كباقي فرق الدوري مرتبكاً في التقليع بكامل لاعبيه الأجانب، بعد تأخر بطاقتَي ألفيس وميليسي، وبعد تأخر كل لاعبيه الأجانب في التسجيل منذ نهائي كأس السوبر وحتى نهاية الجولة الخامسة.


ولكنه لم يتأخر في تأمين الاستقرار الفني لإقالة المدرّب ماتوساس في الجولة الرابعة، رغم تحقيقه الفوز في ثلاث مباريات من أربع، كما أنّ المدرّب الجديد الأرجنتيني دياز تجاوز الخسارة أمام الاتحاد في الجولة السابعة في أولى مبارياته، وهي الخسارة الثانية للفريق الأزرق وفي عقر داره، ولكن دياز لم يلبث أن وضع الفريق على السكة الصحيحة متربعاً على الصدارة 18 أسبوعاً بداية من الجولة الثامنة، حتى ظفر باللقب بأرقام قياسية.


لقد عانى الهلال هذا الموسم بخسارته كأس السوبر وخروجه من كأس ولي العهد في نصف النهائي أمام النصر وبهدفين نظيفين، بعدما كان فاز بصعوبة في بريدة على الرائد 2ـ1 وهزم الشباب في خمس دقائق. كما عانى في كأس الملك بالفوز على القيصومة 2ـ1 والوحدة 3ـ2 والتعاون 4ـ3 بعدما هزم النصر بهدفين نظيفين في ربع النهائي.


وفي الدوري اكتفى بهدفين في الباطن في الرياض، وفاز بأداء باهت على القادسية، ثمّ عادله في الرياض، وهزم الفتح في آخر دقيقة بالرياض، ولكنه في المقابل سجّل عشرة أهداف في الخليج بمباراتين، وهزم قطبي جدة في الجوهرة بالنتيجة ذاتها 2ـ1، وهزم الشباب في المباراتين، واكتسح النصر بخماسية بعد التعادل 1ـ1.


صحيح أنّ الهلال ارتجف أمام بعض الفرق الصغيرة، ولكنه اكتسح بعضها الآخر بنتائج قاسية، كما أنه انكفأ أمام بعض الكبار، ولكنه هزم بعضهم الآخر وفي معظم الأحيان، وتوّج انتصاراته بالخماسية التاريخية أمام النصر في النهائي.


والحق يُقال، إنّ وصول الهلال والأهلي إلى نهائي كأس الملك، هو ترجمة واقعية لما آلت إليه نتيجة الدوري، وبتعبير آخر، فإنّ البطل والوصيف هما الأحق بالنهائي، وخاصة الهلال الذي حقّق نتائج باهرة، بخلاف الأهلي الذي كان باهتاً هذا الموسم. كما أنّ وصول هذين الفريقين إلى نهائي آخر مسابقات الموسم هو ترجمة واقعية لتأهلهما إلى الدور الثاني لدوري أبطال آسيا، ودائماً مع أحقية وأفضلية للهلال الذي تصدّر مجموعته، فيما بقي الأهلي وصيفاً في مجموعته كما في الدوري.