سعيد غبريس
دوري قوّي بقوّة الهلال
2017-05-06

الدوري القوي يُنتج منتخبًا قويًّا، هذه المعادلة تنطبق على الكرة السعودية في شكل واضح هذا الموسم، الذي تجيز لنا وقائعه أن نصنّف دوريّه الأقوى منذ سنوات عدة، حيث إنّ خمسة أندية فازت باللقب في السنوات الست الماضية، بدليل تنافس شديد وقوي بين أربعة فرق حتى الجولة الثانية والعشرين، حيث ابتعد الهلال بنقاط عدة عن الأهلي والنصر والاتحاد، إلى حين حسم اللقب قبل جولتين من النهاية...

دوري المحترفين السعودي بلغ ذروته في القوة والإثارة هذا الموسم، فأنتج منتخبًا حسم تأهله إلى أمم آسيا، وشارف على العودة إلى المونديال بعد غياب في البطولتين الماضيتين. وهذا الدوري أخذ من الهلال صفة القوة؛ ما يجيز لنا القول بأنّ "نادي القرن"، "الزعيم"، "الملكي"، أنتج بإنجازاته غير المسبوقة دورياً قوياً هذا الموسم.

 

فالأرقم تتكلم: ثلاثة أرقام قياسية في النقاط "66"، وفي الأهداف "63"، وفي عدد الانتصارات بموسم واحد "21"، وفي أكبر نتيجة في الديربي "5ـ1"، وفي أكبر نتيجة هذا الموسم "6ـ0"، وفي ميزتّي أقوى هجوم وأقوى دفاع، وفي تسجيل أسرع هدف، وفي كونه الفريق الوحيد الذي فاز بجميع مبارياته خارج أرضه، وفي الفارق الكبير بينه وبين أقرب مطارديه "11".

الأرقام تتكلم أيضاً: محمد الشلهوب يحقّق البطولة الرقم 29، متفوقاً دولياً على الإسباني شافي والإيطالي مالديني، وهو لم ينل أي بطاقة حمراء في تاريخه مثله مثل أسطورة الكرة وملكها بيليه.. والأرقام تقول أيضاً إنّ الهلال هو الأكثر فوزاً بلقب الدوري "14"، والأكثر جمعاً للألقاب في مختلف المسابقات "55".

 

ومع أنّ الهلال خسر هذا الموسم كأس ولي العهد والسوبر، وقد عوّض بهذا الفوز الاستثنائي بطولة الدوري، وبالاحتفاظ بكأس فيصل محققاً اللقب العاشر، وبالفوز بكأس دوري الشباب. وأكمل طريقه في البطولة الآسيوية كأول فريق من غرب القارة يتأهل لدوري الـ 16، كما تابع انتصاراته لكأس الملك للأبطال بالوصول إلى نصف النهائي.

 

ويحلو للهلاليين أن يتلذذوا بما أسهموا فيه بتجريع جارهم اللدود النصر مزيداً من المرارة، بالفوز الكاسح بخماسية ختام الدوري، وبإزاحته عن المركز الثاني، و"بتشليحه" من رقمّي أكبر النقاط وأكثر الأهداف، وبتجاوزه بأربع عشرة نقطة.

 

ويحلو للهلاليين أيضاً أن يتباهوا بأنّ فريقهم جمع ضعف نقاط أحد فرق العاصمة الشباب "66ـ33".

 

هذا اللقب الاستثنائي للهلال، أسهمت فيه إلى حد كبير إدارة ناجحة برئاسة الأمير نواف بن سعد، انتقت مدرباً كبيراً، الأرجنتيني دياز، الذي أوجد نقطة التحوّل، رغم أنه بدأ بإخفاق كبير أمام الاتحاد، ولكنه لم يلبث أن اعتلى القمة في المرحلة السادسة، وتنازل عنها في الجولتين التاليتين للاتحاد، ليستعيدها في الثامنة، ولم يتنازل عنها حتى جولة التتويج..

 

ويسجّل لإدارة الهلال أنها تعاقدت مع لاعبين أجانب ممتازين، كان آخرهم وأكثرهم نجاعة السوري عمر خربين القادم بالإعارة من الظفرة الإماراتي، الذي كان بطل النهائي بثلاثيته الرائعة، معززاً نجاحات من سبقوه من اللاعبين غير المواطنين، وفي طليعتهم البرازيليان ليو وإدواردو اللذان سجلا إلى جانب خربين ونواف العابد وناصر الشمراني، جلّ أهداف الهلال.

 

والحق يُقال، إنّ أبطالاً عدة قدموا أقوى دوري هذا الموسم جلّهم من الهلال، إلى جانب الأهلي السوري عمر السومة، الذي حقّق لقب هداف الدوري للمرة الثالثة على التوالي، متقدماً على أقرب مطارديه بستة عشر هدفاً..

 

أمّا أكبر الخاسرين في الدوري فهو نادي النصر، بالهزيمة القاسية في الختام أمام الهلال، وبعدم ملامسته الصدارة مرة واحدة.