سعيد غبريس
ما يذلّل العقبات إلى روسيا
2017-03-31

بعدما غابت عن المونديالين السابقين، في أعقاب التأهل قبلهما أربع مرات متتالية، تُكمل السعودية مشوارها بنجاح إلى مونديال روسيا قبل ثلاث جولات من التصفيات الآسيوية الحاسمة. ويمثّل صقورها الخضر أمل عرب آسيا في العودة إلى ساحة كأس العالم بعدما غاب الجميع عن موندياليَ 2010 و2014، واقتصر التمثيل العربي فيهما على المنتخب الجزائري.

 


فبعدما انعدمت فرصة القطري، ونظيره العراقي، بتوقف رصيد كل منهما عند أربع نقاط، وبعدما ضعفت آمال الإماراتي حتى في المركز الثالث الذي يقدّم الفرصة من جديد لغير الفرق المتأهلة مباشرة، بتوقّف رصيده عند النقطة 9، في مقابل التنافس الشديد بين ثلاثي المقدمة الياباني والسعودي والأسترالي، الذي يعتبر المركزان الأول والثاني المؤهلان مباشرة، والمركز الثالث الذي سيتنافس مع ثالث المجموعة الأخرى من نصيب فرقه الثلاثة في شكل شبه محسوم.. وبعدما توقف رصيد السوري عند النقطة 8 في المركز الرابع، لتصبح المراكز الثلاثة الأولى محصورة بين إيران بنقاطها الـ 17، وكوريا الجنوبية بنقاطها الـ 13 وأوزبكستان بنقاطها الـ 12.

 


بعد هذه المواقف الضعيفة للفرق العربية، لا يبقى في الميدان العربي إلاّ حديدان السعودي محتفظاً بالأمل الكبير بنقاطه الـ 16 التي يتساوى فيها مع نظيره الياباني، والتي وصل إليها بعد فوزه المهم على العراقي بهدف وحيد.

 


ومع أنّ موقف السعودي حتى الآن جيّد، إلاّ أنّه غير مريح وغير مطمئن، حيث تنتظره ثلاث مباريات حاسمة، اثنتان منها خارج أرضه (أستراليا والإمارات)، والثالثة، وهي الأخيرة على أرضه أمام الياباني والتي لا يمكن ضمان أي من عواملها الإيجابية مسبقاً سوى الجمهور الكبير الذي يؤازره عادة في مثل هذه المناسبات أكثر من 60 ألف متفرّج، كما كانت الحال في ملعب الجوهرة في جدة أمام العراقي.

 


ولكن الأمر المطمئن حتى الآن، الأجواء الإيجابية من الأطراف المجتمعة، وقد تكون المناسبة الوحيدة التي تُجمع الآراء على الرضا على المنتخب والمدرّب. ويُسهم في ذلك، عدا الجمهور، الإعلام الذي ترك التشنجات و"الفلسفات" والتشاطر خاصة حيال مؤهلات المدرب وكفاءاته، فحظي الهولندي مارفيك بثناء الجميع، وأعطوه حقه في مقدرته على التأثير في المباراة، خاصة لجهة تغييراته الناجحة والمثمرة بين الشوطين.

 


والحمد لله أنّ "الطيش" الذي تملّك وتسيّد الفترة ما بين اتحاد سابق واتحاد جديد، قُضي عليه في مهده وكان للأمير عبدالله بن مساعد فضلٌ في ذلك، والحمد لله أنّ "رد الاعتبار" من قبل الرئيس السابق لاتحاد الكرة السابق أحمد عيد مُرِر بسلاسة وباعتداد غير جارح، فلا بأس من تلميح خجول بأنّ "بطل" هذه النتائج (المدرّب الهولندي) هو من اختيار الاتحاد السابق، وأنّ السبب في هذا النجاح هو إعطاء الاتحاد الصلاحيات الكاملة للمدرّب في اختيار العناصر.. (على سبيل المثال يحيى الشهري غير المُرضى عنه في نادي النصر، والذي سجّل هدف الفوز الرائع في مرمى العراق).

 


والحمد لله، أنّ الرئيس الحالي عادل عزت تعلّم من الخطأ. وهذا من شيم العاقل، واعترف بفضل سلفه بتفضيله عدم التعقيب، وآثر إضفاء الصفاء الذهني وعدم تعكير أجواء "الوحدة الوطنية الرياضية" التي تجلّت في هذا الاستحقاق الوطني.

 


والحق يُقال، إنّ تأهل السعودية إلى المونديال دونه صعوبات وعقبات، ولكن ما سيذلّل ذلك وعي الجميع وجديتهم وإدراكهم أهمية هذا الاستحقاق، لدعم مسيرة النقلة النوعية للرياضة السعودية التي رسمتها القيادة السياسية، وأوكلت تنفيذها إلى القيادة الرياضة برئاسة الأمير عبد الله بن مساعد.