موسم كروي سعودي نال علامة ممتازة في الإثارة والتنافس والتشويق، فلم ينته السباق على زعامة دوري جميل، على الرغم أن "الزعيم" الهلالي يسبق أقرب مطارديه بثماني نقاط، ولا تفصل بين الثاني النصر والثالثيَن الأهلي والاتحاد سوى نقطة؛ ما يُقفل المربع على المتنافسيَن التقليدييّن في كل من الرياض وجدة، مع أفضلية قطبَي العاصمة.
ولكن اليوم سيكون الحسم الأكيد لزعامة كأس ولي العهد، بعيداً عن "الزعيم" ومحصوراً بأحد أقطاب العاصمة (النصر) وأحد قطبي جدة (الاتحاد)، وتتويجاً لنصف نهائي ناري شهِد اثنين من "ديربيات" العاصمة والعروس، ليخرج الهلال بطل الكأس العام الماضي، ووصيفه الأهلي، أمام طرفّي النهائي اليوم النصر والاتحاد..
الاتحاد عميد الأندية السعودية، الذي احتفل بتسعينيته هذا العام بأداء رائع أمام أتلتيكو مدريد الإسباني، يحتاج إلى اللقب أكثر من أي وقت مضى خلال السنوات الاثنتي عشرة الماضية، حيث يغيب عن منصات التتويج محلياً منذ العام 2004، وحيث كان يعيش فترة ذهبية مميّزة بفوزه ببطولة دوري أبطال آسيا، ثمّ احتفاظه بها في العام 2005.
والاتحاد الأكثر جماهيرية حسب الأرقام الأخيرة (100 ألف متفرّج حضروا في الجوهرة أربع مباريات)، يكسب هذه الأيام تعاطفاً في الوسط الكروي السعودي، خصوصاً أنّه قاوم الأنواء العاتية دون أن يغرق، رغم غياب الربان الذي قاد سفينته إلى بر الأمان، فتجاوز فقدان الرئيس أحمد مسعود ـ يرحمه الله ـ وتلقى ضربة إقصائه عن البطولة الآسيوية لأسباب مالية، ثمّ دفع ثمن خطأ يعود إلى ثماني سنوات مضت، وقضت بحسم ثلاث نقاط من رصيده في دوري جميل بعدما كان متصدراً في نهاية القسم الأول، وهذا ما أضعف آماله في البقاء في دائرة المنافسة على اللقب..
ولم يكد "العميد" يستفيق من محنة إقصائه عن كأس الملك باكراً أمام الطائي، ولم يكد ينسى النقاط الثلاث المفقودة بقرار إداري، حتى تلقى خسائر بالجملة في مباراته الأخيرة دورياً (الجولة 20) أمام الهلال وفي عقر داره وأمام رقم قياسي من الجماهير (قُرابة 54 ألف متفرّج)، فمن خسارة المباراة في شكل دراماتيكي كانت شرارتها الأولى تسجيل هدف التعادل الهلالي الذي سُمي هدفاً غير رياضي؛ لأنه أتى نتيجة استمرار اللعب من قبل الفريق الأزرق، في حين كان أحد لاعبي الفريق الأصفر والأسود واقعاً على أرض الملعب!! ومن الغرامة المالية بسبب شغب الجمهور، إلى توقيف اللاعب المؤثر فهد المولد أصغر لاعب يدخل نادي الـ 100 مباراة وأفضل الهدافين السعوديين في الدوري، وصاحب الأهداف القاتلة في مسابقة كأس ولي العهد وآخرها الهدف الذي أقصى الأهلي عن النهائي في الدقيقة 90..
صحيح أنّ الاتحاد هزم الهلال (2- صفر) في الجولة السابعة من دون لاعبيه الأجانب، وبإشراك ثلاثة لاعبين شبان جُدد، إلا أنّ ذلك لا يعني أنّ هناك من يعوّض غياب فهد المولد. خاصة أنّه شكّل الطرف الثالث في القوة الضاربة الاتحادية، إلى جانب محمود كهربا وأحمد العكايشي، ولكن ليس في كل مرّة تسلم الجرة، إذ إنّ الفريق خرج من كأس الملك للأبطال أمام الطائي، متأثراً بغياب كهربا والعكايشي المشاركَين مع منتخبيّ بلديهما في بطولة أمم إفريقيا..
والحق يٌقال، إنّ فهد المولد بتصرفه الأرعن، أضرّ بنفسه وبفريقه في "لحظة طيش"، وهي العبارة التي قالتها الممثلة المطربة شادية لعبدالحليم حافظ ناكرة حبها الحقيقي له..