في العام 1980 جلتُ في عواصم إفريقيا الغربية، حيث اللبنانيون منتشرون ومؤثرون في الحياة السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية، ونشرت تحقيقات ميدانية في جريدة السفير التي كانت آخر من دفع ضريبة طغيان الصحف الإلكترونية على الصحف الورقية، وذكرت في سياق الأدوار التي لعبها "أبناء الأرز" في القارة السمراء، أنّ اللبنانيين أخذوا معهم إلى المغتربات ما يعرف بـ "الطريقة اللبنانية" كوسيلة لتسيير أمورهم وتسهيلها في أعمالهم التجارية، وأصبحت مرادفة لكلمة "برطيل" باللغة اللبنانية العامية، و"بخشيش" بالمصري و"رشوة" بلغة القضاء.. وآنذاك ثارت ثائرة الأفارقة وترجموا مقالاتي واستندوا إليها في إدانة اللبنانيين، وفقاً لما جاء في سورة يوسف في القرآن الكريم (وشهد شاهد من أهلها)، وكانت الضحية الأولى حكومة ساحل العاج، على اعتبار أنّ أي حكومة في إفريقيا الغربية هي "حُكمًا" من نتاج لبناني.
طريقة لبنانية أخرى سائدة في الحياة السياسية، تسيّدت الساحة في العقدين الأخيرين، تقوم على التلويح بالفساد وفتح سجالات ونشر أرقام وتسمية أشخاص أو فئات أو أحزاب ثمّ تنطفئ الجذوة من دون الوصول إلى نتيجة أو فتح تحقيق، وكان المثل الصارخ في هذا "البازار" كتاب "الإبراء المستحيل"، الذي نشره التيار الوطني الحر بزعامة العماد ميشال عون، ويفنّد فضائح مالية حصلت في عهد رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة. ولكن وبعد صخب إعلامي طويل ومديد، تلاشى "الإبراء" دون التوصّل إلى براءة أو إدانة.. ولم ينفض التيار الوطني الحر الغبار عن هذا الكتاب، على الرغم من نيله حصة عشرة وزراء في الحكومة، ولا حتى حين أصبح رئيس التيار رئيساً للجمهورية!!.
إذاً لا مصداقية في الشعارات، ولا حقيقة للإثارات، ولا جديّة في الإجراءات، بل لفلفة لكل التلفيقات!!.
هل تجوز هذه المقاربة على ما يحصل منذ فترة من جلبة وضوضاء سببّتها تصريحات على شكل اتهامات صدرت عن اتحاد كرة القدم الجديد في السعودية، وتحديداً عن الرئيس عادل عزت وعلى غرار (ما جاءت أمة إلا ولعنت سابقتها)، وعلى شاكلة فتح ملفات عن ديون مالية متراكمة وطرح ذلك في الإعلام قبل البحث فيه مع "الغابرين"، بل إنّ تصعيداً هبط على الساحة فأشعل الخلافات بين المجلسين السابق والحالي لاتحاد الكرة، ليصل الأمر إلى اتهام شخصيات لها خدماتها وتاريخها ولها مصداقيتها ومكانتها الاجتماعية بسوء ائتمان، وما تلك الشخصيات سوى الهرم الذي شكّل مجلس إدارة الاتحاد السابق وسوى الأشخاص الذين كانوا وما زالوا في صلب المسيرة الرياضية، وتبوؤوا المراكز والمناصب الرفيعة والعالية.
فبماذا سيرد اتحاد الكرة الحالي على نفي محمد النويصر نائب رئيس الاتحاد السابق بعدم تسلمه أي عهدة مالية (سيارة وُضعت في خدمته)!! وهل سُيكمل فصول كتاب جديد عن الشكوك في ذمم الآخرين على غرار كتاب "الإبراء المستحيل"؟!!.
الحق يُقال إنّ الدعوة إلى حل هذه المشاكل بعيداً عن الإعلام هو الصواب بعينه، ولكن الجنون بعينه هو الخروج بحل على الطريقة اللبنانية وعلى اتحاد الكرة السابق عدم الاكتفاء بالنفي وإلا كان مرتكباً، وعلى اتحاد الكرة الحالي إثبات حقيقة معلوماته أو الاعتذار، إلا إذا كان واضعاً في سلم أولويات عمله الصخب الإعلامي ليس إلاّ.
طريقة لبنانية أخرى سائدة في الحياة السياسية، تسيّدت الساحة في العقدين الأخيرين، تقوم على التلويح بالفساد وفتح سجالات ونشر أرقام وتسمية أشخاص أو فئات أو أحزاب ثمّ تنطفئ الجذوة من دون الوصول إلى نتيجة أو فتح تحقيق، وكان المثل الصارخ في هذا "البازار" كتاب "الإبراء المستحيل"، الذي نشره التيار الوطني الحر بزعامة العماد ميشال عون، ويفنّد فضائح مالية حصلت في عهد رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة. ولكن وبعد صخب إعلامي طويل ومديد، تلاشى "الإبراء" دون التوصّل إلى براءة أو إدانة.. ولم ينفض التيار الوطني الحر الغبار عن هذا الكتاب، على الرغم من نيله حصة عشرة وزراء في الحكومة، ولا حتى حين أصبح رئيس التيار رئيساً للجمهورية!!.
إذاً لا مصداقية في الشعارات، ولا حقيقة للإثارات، ولا جديّة في الإجراءات، بل لفلفة لكل التلفيقات!!.
هل تجوز هذه المقاربة على ما يحصل منذ فترة من جلبة وضوضاء سببّتها تصريحات على شكل اتهامات صدرت عن اتحاد كرة القدم الجديد في السعودية، وتحديداً عن الرئيس عادل عزت وعلى غرار (ما جاءت أمة إلا ولعنت سابقتها)، وعلى شاكلة فتح ملفات عن ديون مالية متراكمة وطرح ذلك في الإعلام قبل البحث فيه مع "الغابرين"، بل إنّ تصعيداً هبط على الساحة فأشعل الخلافات بين المجلسين السابق والحالي لاتحاد الكرة، ليصل الأمر إلى اتهام شخصيات لها خدماتها وتاريخها ولها مصداقيتها ومكانتها الاجتماعية بسوء ائتمان، وما تلك الشخصيات سوى الهرم الذي شكّل مجلس إدارة الاتحاد السابق وسوى الأشخاص الذين كانوا وما زالوا في صلب المسيرة الرياضية، وتبوؤوا المراكز والمناصب الرفيعة والعالية.
فبماذا سيرد اتحاد الكرة الحالي على نفي محمد النويصر نائب رئيس الاتحاد السابق بعدم تسلمه أي عهدة مالية (سيارة وُضعت في خدمته)!! وهل سُيكمل فصول كتاب جديد عن الشكوك في ذمم الآخرين على غرار كتاب "الإبراء المستحيل"؟!!.
الحق يُقال إنّ الدعوة إلى حل هذه المشاكل بعيداً عن الإعلام هو الصواب بعينه، ولكن الجنون بعينه هو الخروج بحل على الطريقة اللبنانية وعلى اتحاد الكرة السابق عدم الاكتفاء بالنفي وإلا كان مرتكباً، وعلى اتحاد الكرة الحالي إثبات حقيقة معلوماته أو الاعتذار، إلا إذا كان واضعاً في سلم أولويات عمله الصخب الإعلامي ليس إلاّ.